أخبار عاجلة
د. مجدي العفيفي

د.مجدي العفيفي يكتب… بلسان صهيوني بغيض..!

عندما قيل لفتاة جميلة كيف تزوجت رجلا قصير القامة، قالت: صحيح أنه قصير، ولكنكم لم تروه عندما يقف فوق فلوسه، كم يكون طويلا جدا، وكذلك إسرائيل وهي تقف فوق بنوك أمريكا وأوروبا والبورصة. أقول ذلك وقد لفت نظري بقوة، وبشكل مقيت، ومثير للغضب اللفظي والموضوعي، أنه ظهر منذ فترة مجموعة من أفراد الكيان الصهيوني، على أسطح فضائيات ومواقع ألكترونية عربية، يتحدثون بلسان صهيوني بغيض، أراقبهم وأرقبهم، والنفس تتميز من الغيظ من هذه الوسائل، التي تفسح لهم الطريق المجاني، تعبيراتهم متقاربة، أفكارهم مصدرها واحد ووحيد، لغتهم تنتظمها أسلوبية واحدة ماكرة، يتحدثون باللغة العربية التي يلوثونها بألسنتهم ويزعمون أنهم يجيدونها أكثر من أهلها.(!!). * يدور خطابهم الإعلامي السياسي حول نقطة محورية، ذات تفريعات مثيرة للغثيان، من قبيل: إظهار العالم العربي بمظهر المشتت، لا يعرف الوحدة السياسية ولا الثقافية، معظم الحكام العرب يهرولون إلي الزعيم «نتن ياهو» بأكثر مما يحلم به الصهاينة منذ سبعين عاما أويزيد!. وعن عمد لا يذكرون الأسماء، لإثارة الفتنة بالتكهنات، وهذا شأنهم ودأبهم! يذكرون أن «شعوبا عربية» تطالبهم بأن يحتل الصهاينة أراضيهم ودولهم رحمة بهم من الأنظمة العربية، فالعرب ممزقون، خائنون، ظاهرة صوتية، مششتون، يكرهون بعضهم البعض، يقتلون أنفسهم بأنفسهم..و..و.. إلى آخر هذه القائمة التي يسوقها هؤلاء الصهاينة الحاقدون، ويروجون لها هنا وهناك!!. وانظر إلى قمة الفُجر الصهيوني وهم يصورن أن وسائل الإعلام العربية، هي التي تلهث وراءهم، ويزعمون أنهم «باحثون اسرائيلين» وما هم بباحثين، ولا يمتون الى البحث العلمية بأدنى صلة، أسماؤهم وهمية ومستعارة، وهذا هو دأب أحفاد «صهيون» و«هرتزل» والذين لا حول ولا قوة لهم إلا البيت الأمريكي الأبيض الذي يركبون على كتفه !. * يظهرون فجأة ويختفون فجأة، أسماء بعينها، وأشخاص محددون، وجوههم مزيفة، نواصيهم كاذبة خاطئة، يزعمون أنهم يتحدون أي سياسي وأي باحث عربي، أن يصمد أمام ما يطرحونه من حجج، مع أن حججهم أوهن من بيت العنكبوت، لكنهم لا يعقلون، لا يملكون الا كلمة «لا فلسطين» و« نحن أهل أورشليم الأصليون». ينطلقون سياسيا وثقافيا من تفسيراتهم المثيرة للسخرية، مما يسمونه التوراة، زيفا وبهتانا (سياستهم توراتهم) كل تحركاتهم المخفية والمعلنة تحكمها النصوص التي وضعوها باسم توراتهم، يرون في استراتيجتهم العالم العربى من منظور مغاير، طبقا لكتاب «إسرائيل وحركة تحرير جنوب السودان» الذى أصدره فى عام ٢٠٠٣ ما يسمى«مركز ديان لأبحاث الشرق الأوسط وأفريقيا التابع لجامعة تل أبيب» ذكر مؤلفه العسكري موشى فرجى: «إن الاستراتيجية الصهيونية إزاء المنطقة العربية انطلقت من رفض فكرة انتماء المنطقة إلى وحدة ثقافية وحضارية واحدة، والتعامل معها باعتبارها خليطا متنوعا من الثقافات والتعدد اللغوى والدينى والإثنى.إذ اعتادت على تصويرها، على أنها فسيفساء تضم بين ظهرانيها شبكة معقدة من أشكال التعدد اللغوى والدينى والقومى ما بين عرب، وفرس، وأتراك، وأرمن، وأكراد، وبهائيين، ودروز، ويهود، وبروتستانت، وكاثوليك، وعلويين، وصابئة، وشيعة، وسنة، وموارنة، وشركس، وتركمان، وآشوريين» وأن «المنطقة العربية ما هى إلا مجموعة أقليات، ولا يوجد تاريخ موحد يجمعها» (!!). * ومن ثم يصبح التاريخ الحقيقى تاريخ كل أقلية على حدة. والغاية من ذلك، في منظور الكاتب «فهمي هويدي» تحقيق هدفين أساسيين هما: الهدف الأول.. رفض مفهوم القومية العربية والدعوة إلى الوحدة العربية، واعتبار القومية العربية، فكرة يحيطها الغموض، وغير ذات موضوع. الهدف الثانى.. تبرير شرعية الوجود الصهيونى فى المنطقة، إذ ما دامت تضم خليطا من القوميات والشعوب والقوميات التى لا سبيل لقيام وحدة بينها، فمن الطبيعى أن تكون لكل قومية دولتها الخاصة، وهو ما يضفى شرعية على وجود إسرائيل، باعتبارها إحدى الدول القومية فى المنطقة». * وفى مؤلفه «صوت إسرائيل» يعترض الارهابي المجرم أبا إيبان «وزير الخارجية الأسبق»على فكرة أن الشرق الأوسط يمثل وحدة ثقافية، وذكر أن العرب عاشوا دائما فى فرقة عن بعضهم، وأن فترات الوحدة القصيرة، كانت تتم بقوة السلاح، ومن ثم فإن التجزئة السياسية لم يحدثها الاستعمار(!) لأن الروابط الثقافية التى تجمع البلاد العربية لا يمكن أن تضع الأساس للوحدة السياسية والتنظيمية. * ونفس الفكرة هي التي قننها رئيس جمعية حقوق الإنسان في الكيان «إسرائيل شاحاك» في ثلاثة أمور: أولها.. مخططات التقسيم يتبناها ويروج لها اليمين الصهيوني والأمريكى. ثانيها.. أن تفتيت العالم العربى تم بفعل عوامل داخلية نابعة من هشاشة المجتمعات العربية، وليس من التدخلات الأجنبية. ثالثها.. أن انفراط عقد العالم العربى، ليس سببه الربيع العربى، كما يروج البعض، لأن ذلك الربيع كان ثورة من جانب الجماهير العربية على تدهور الأوضاع فى بلادها». * أرأيتم.. ما يقوم به هؤلاء المتحدثون الصهاينة من حملات مستغلين أسوأ استغلال، ضعف النزعة القومية لدى الوسائل التي تفتح لهم أبوابها لينتشروا منها كالذباب؟. * الى اللقاء مع رشقة صاروخية قادمة * مشهد بألف كلمة، بألف معنى، بألف خطبة من خطبنا العنترية، بألف قمة من القمم إياها، بألف قنبلة ذرية، لو كانوا يعلمون، أو يعقلون، أو يخجلون. فتاة فلسطينية في عمر الزهور ترعب كيانا بأكمله، تؤكد الصمود ورفض الاستسلام، تمثل القدرة الفائقة على المقاومة، تنتزع الأقنعة من وجوه المحتل الصهيوني الغاصب والمغتصب، فأظهرته مكشوفا أكثر، مفضوحا أكثر، منبوذا أكثر. لحظة أن كنت أحدق في وجه الفتاة الفلسطينية«رعد» تلقيت رسالة من صديق مهموم، مثلي ومثل الملايين، بعث لي صيغة لما يسمى بالسلام الوطني الصهيوني، أبدا، لا أستغرب يا صديقي أن سلاما وطنيا يقطر دما، وغلا، وحقدا، وإرهابا، ودموية، وسادية، وعنفا، وإجراما، مثل هذا النشيد، ولا أتعجب ، لأنه ببساطة صادر عن كيان بلا هوية، ولا شخصية، ولا علاقة له بكلمة وطن، ولا دولة، ولا مجتمع، وهذا هو نص لما يسمى بالنشيد ل«شعب الله المختار للعذاب» والتعذيب ولأشياء أخرى: طالما تكمن في القلب نفس يهودية /نتوق للأمام، نحو الشرق / أملنا لم يصنع بعد حلم ألف عام على أرضنا / أرض صهيون وأورشليم / ليرتعد من هو عدو لنا / ليرتعد كل سكان كنعان / ليرتعد كل سكان بابل/ ليخيم على سمائهم الذعر والرعب/ حين نغرس رماحنا في صدورهم / ونرى دماءهم التي أريقت / ورؤوسهم المقطوعة / وعندئذ شعب الله المختار / إلى حيث أراد الله ! صدرت أول نسخة لهذه القصيدة في القدس عام 1886م من كلمات «نفتالي هيرتس ايمبر« في أواخر القرن التاسع عشر، وهو يهودي من «أوكرانيا» وقد كتبه أثناء زيارته لمستوطنة«بتاح تكفا» وهي من أوائل المستوطنات الصهيونية في فلسطين، التي كانت حينها تحت السيادة العثمانية، وقد كتبه إيمبر لتضامنه مع الحركة الصهيونية, في عام 1933 تبنت الحركة الصهيونية البيتين الأولين للقصيدة، بعد تعديلهما بقليل، نشيدا لها، حيث صار نشيدا للكيان الصهيوني عام 1948.وفي عام 2004 أعلن الكنيست «هتكفاه» نشيدا وطنيا والكلمة تعني «الأمل» يتحدث النشيد عن أمل عمره ألفا عام في العودة إلى المدنية التي كان يقطنها «داود» وإلى أرض الآباء، ليجد الحرية والسلام هناك !. والنشيد تلخيص للتعريف أو التبرير الصهيوني لما يسمى بالقومية اليهودية، التي لا تستند إلى واقع تاريخي، أو جغرافي محسوس، إنما تستند إلى حلم وأمل أناس لا يتحدثون نفس اللغة، ولا يقطنون نفس الأرض، ولا ينتمون إلى نفس التقاليد الحضارية، ولا يشاركون في صنع نفس التاريخ، كما يجمع الباحثون الحقيقيون في العالم، وليس «الإنكشارية» أو المرتزقة. عندما يصدر الرأى من ذوي الاختصاص، تصبح له قيمة مضافة، وعندما يشهد مفكر بحجم أنيس منصور من واقع تجربته العمليةوالفكرية عن الكيان الصهيوني، بأنه كيان سياسي لقيط، وسيظل لقيطا، فإن هذا الكلام يوزن بأدق من ميزان الذهب وعندما يعتبر كاتب مثل أنيس منصور نفسه أنه كان«أحد الجيوب»التي قاومت الاحتلال الصهيوني لسيناء بعد 1967، وأن مقاومته اتخذت شكل المقالات العنيفة والكتب الملتهبة، وقد انغمس قلمه في مرارة الهزيمة ونار الانتقام، ثم يشهد أمام الله ان هذا الكيان الصهيوني لم يعرف، ولا يعرف، ولن يعرف شيئا اسمه «السلام» فالأمر جدير بالتوثيق والتحقيق والتحديق, وعندما ينتهي الى حقيقة ساطعة، عن ذلك الكيان الإحتلالي، الذي لا ريب فيه أنه احتلال بغيض: «انتهيت إلى أنه لا سلام مع إسرائيل، فالسلام معها هو المستحيل بعينه»! وهو الذي كان قد تحمل مغامرة وخطورة القيام بالكثير من المهام الصعبة والسرية، التي كان يقوم بها مباشرة بين الرئيس الراحل أنور السادات وحكام الكيان الصهيوني، باعتباره «موفد السادات» في نظر تلك القيادة السياسية، وكانت رحلات مكوكية سرية حتى تؤتي ثمارها. إن فاقد الشئ لا يعطيه، ولا يمكن أن يعطيه، والسلام مع الكيان الصهيوني هو المستحيل بعينه، المشاهد على أرض الواقع، ماثلة، والمشاهد السياسية، ناطقة، والحقائق التاريخية مؤكدة ، وكلمة «السلام» وكلمة «الصهيونية» بينهما مسافات ضوئية، كلمتان لم يلتقيا قط. في المعنى والمبنى، ولن يجتمعا أبدا… ولذلك يصطدم «المطبعون» بالحائط ويرتطم «الحالمون» بالجدار! ويحرث «الساسة» في البحر، واسألوا الفتاة الفلسطينية«عهد التميمي» ومثلها ألف ألف«عهد» في أرض فلسطين، وتاريخ فلسطين، وجفرافية فلسطين، ومستقبل فلسطين، رغم أنف دموية النشيد الصهيوني، والداعي إلى العنصرية البغيضة، والمولد للكراهية الكريهة. *

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *