أخبار عاجلة
إسراء عبد الحافظ

إسراء عبدالحافظ تكتب… تضامن نسوي لرفض القمع

النسوية التقاطعية تساهم في تحليل واقع النساء من خلال النظر إلى تداخلات وتقاطعات جوانب اضطهادية متنوعة كالأبوية والرأسمالية والإمبريالية والليبرالية الجديدة والاحتلال والتسلطية السياسية وغيرها الكثير من الجوانب، فعلى سبيل المثال تعتمد الأنظمة السلطوية في النظام الأبوي على القدرة بإقناع الحاكم بمدى حكمته وذكاءه التي يقابلها قلة الوعي والفهم لجموع الأفراد والشعوب المحكومة بفئاتها المختلفة وهذا يحدث بالفعل في بعض الأنظمة الليبرالية، لذلك العمل علي ضرورة استخدام وإبراز الفكر النسوي التقاطعي لتحقيق العدالة لكافة نساء العالم والتي تعمل للقضاء علي كافة أشكال القمع التي تتجنب أي تمثيل صوري للنساء أو المماطلة في كافة القضايا النسوية سواء القضايا المجتمعية مثل تعديل وإنشاء القوانين التي تحفظ وتثبت حقوقهن بشكل واضح وإنشاء قانون موحد للعنف وقانون الأحوال الشخصية وغيرها من القوانين والقضايا بجانب الإنصاف والتمثيل الحقيقي الجاد للقضايا السياسية

يعني ذلك إحداث تغيير علي مستوى المجتمع يصنع فارق في الوعي والإدراك لدى كافة السلطات السياسية والفئات المجتمعية المختلفة التي تصنع حالة واقعية من المساواة والتغيير الجذري بعيداً عن فكر السلطات الأبوية التي تسعى بصورة مستمرة لإحداث تمييز ولا مساواة، لذلك أصبحت محاولات تفكيك الأنظمة الأبوية والقمعية التي أودت بنا إلى تفاقم المزيد من المشكلات علي كافة الجوانب اقتصادياً واجتماعياًوسياسياً أمر حتمي لابد من إحداث فوارق فيه وتوفير أبسط الحقوق للجميع وبشكل خاص الفئات المهمشة والأقليات التي تصبح أكثر تعقيدا خلال تفاقم هذه المشكلات.

اقرأ أيضًا:“زي الحكومة”.. المصريون يواجهون الفلس بالسلف

النسوية التقاطعية تعمل خارج الأطراف التقليدية للمجتمعات من خلال حركات نضالية وسياسية، من خلال الحشد والوعي والتثقيف ومن خلال المستويات الفردية للنساء التي تريدن التغيير علي سبيل المثال الناشطة الحقوقية رزان زيتونة والتي هددت بالقتل مرات عديدة والحائزة علي جائزة مؤسسة ابن رشد للفكر الحر في برلين عام ٢٠١٢ وأحد القياديات للحراك الثوري، فكانت من أول النساء المشاركات بالانتفاضة السورية عام ٢٠١١ والتي اتهمت من قبل السلطات السورية أنها ممولة من قبل جهات أجنبية لاهتمامها بفضح كافة السبل القمعية التي يتعرض لها كافة السجناء والسجينات من انتهاكات داخل السجون.

وفي عام ٢٠١٣ أنشأت مكتب متخصص لتوثيق كافة الانتهاكات. اختفت رزان نهائيا وحتى الآن لم يتوصل أحد إلى مكانه. هل لا تزال علي قيد الحياة أم فارقتها؟، رزان كانت نتاج لأنظمة قمعية وأبوية قائمة علي قانون الاضطهاد والتمييز والاستغلال الجندري والعرقي والطبقي وتجريد فئات بشكل خاص من كامل إنسانيتها وبث الخوف والهلع والذل في نفوس الأفراد بجانب تعزيز سياسة السيطرة والاستقواء .

النسوية التقاطعية تسعى إلى إزالة كافة الفوارق والوصول إلى عالم عادل ومنصف من خلال التثقيف والوعي النسوي السياسي ومعرفة كافة صور القمع وتسميتها بمسمياتها الحقيقية كي نستطيع صنع قرارات عادلة وتجنب سوء استخدام كافة القوى المسيطرة على حياتنا اليومية سواء علي المستوى الخاص أو العام وبغض النظر عن شكلها أو مدى تأثيرها علينا أن نتجنب سوء الاستخدام كي لا نقع في نفس المشكلات مرة أخرى.

هناك أوجه عديدة للقمع والتي منها مبدأ التهميش الذي يقوم علي أساس العمر والجنس والعرق والطبقة الاجتماعية أي وفقا لتصنيفك الهرمي الاجتماعي بتنوع فئاته داخل هذه القوى سواء اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً علي سبيل المثال تهميش المواطنات والمواطنين من فرص عمل بعينها بسبب اللون أو الشكل مثلا أو تهميش المتحولين أو المتحولات جندريا ومنعهن من الحصول علي أوراق ثبوتية للحصول علي فرص الحياة الكاملة من تعليم وعمل ورعاية صحية.

تهميش دور النساء في صناعة القرار والتغيير الشامل داخل المجتمعات وغيرها الكثير من نماذج التهميش الذي يتبعه أداة الاستغلال القائم علي استغلال كافة الموارد الطبيعية والبشرية بصورة غير منصفة من أجل الاستفادة الكاملة بمواد من المفترض أنها ملكاً للجميع عن طريق الابتزاز والتعنيف والاستغلال الجنسي واستغلال الأطفال والطفلات العاملات من قبل أصحاب البيوت وتجارة الأعضاء وغيرها من سبل الاستغلال الكثيرة التي يصحبها مبدأ التعنيف، وهو استعمال القوة الجسدية أو السلطوية لهدف فرض السيطرة لتحقيق الاستغلال وفرض القوة عن طريق عنف لفظي وجسدي ومعنوي وعنف اجتماعي واقتصادي كالاغتصاب والتحرش والابتزاز لإجبار الأشخاص بفعل أي فعل دون رضاهم سواء بالتهديد أو تشويه سمعتهم بسبل مختلفة، بجانب الوصم المجتمعي كالطلاق وعدم الزواج ” العنوسة ” بمفهومها الدارج كنوع من أنواع العنف الاجتماعي أو المعنوي بجانب الحرمان من فرص العمل كمورد من الموارد المالية وهذا يندرج تحت مسمى العنف الاقتصادي ومحاولات لقمع المعارضين وناشطي الثورات والتظاهرات بالعنف وفرض القوة من قبل المؤسسات الشرطية هذا عنف سياسي ومؤسسي أيضًا.

لذلك أؤكد أن أهم ركائز الحراك النسوي السياسي الفعال هو التضامنات النسوية العابرة للبلدان لخلق وعي متكامل لكافة سبل ووسائل القمع التي يتعرضن لها الجميع رغم اختلاف مكانهن وزمانهن، ومع هذا الاختلاف والتنوع يخلق حالة من الترابط والتكامل في القضايا التي تكون محلاً للتغيير وتجنب استغلال قضايانا العابرة للأزمان.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *