أخبار عاجلة
ابراهيم الصياد

ابراهيم الصياد يكتب… الجاهلون وتشويه التاريخ !

هل مصر هُزمت في حرب 1956 ؟ سؤال يتكرر كل عام لغرض في نفس يعقوب وكلنا نعلمه ومن ثم لا داعي لشرحه !
و نحتفل هذه الأيام بمرور 66 عاما على حرب السويس ومن باب من (خالف يُعرف) دلف إليه أحد المتأعلمين ليعيد ترديد الاسطوانه المشروخة … (مصر لم تنتصر في حرب 56 … )
اعتقد أنه ومن يسير على نهجه لم يقرأوا التاريخ لكي يعلموا ويتعلموا ان مصر انتصرت سياسيا وعسكريا في حرب السويس!
وإعمالا لمقولة شهد شاهد من أهلها لدينا هارولد أنتوني ناتنج Harold Anthony Nutting وهو ديبلوماسي بريطاني شغل منصب
وزير الدولة البريطاني إبان العدوان الثلاثي الغاشم على مصر وبعد أن استقال من منصبه احتجاجا على غزو مصر نشر كتابا بعنوان Nasser إعترف فيه بقدرة جمال عبد الناصر على اذلال الامبراطورية البريطانية بفضحه مؤامرة إعادة احتلال مصر والسيطره على قناة السويس ويقول و
في 23 ديسمبر 1956 انسحبت القوات البريطانية والفرنسية من بورسعيد بعد ان كبدتها المقاومة الشعبية خسائر هائلة في العتاد والارواح رغم التدمير الجزئي للمدينة المسالمة حيث علم اهالي بورسعيد العالم كله قواعد حرب الشوارع وفي الفترة التالية لحرب 56 نجحت مصر في استثمار خطوة تنويع مصادر السلاح وفي تمويل السد العالي …
ونستشهد في هذا السياق
بكتاب آخر للكاتب الأمريكي دريك ڤاربل
Derek Varble
صدر عام 2014 بعنوان أزمة السويس 1956
SUEZ CRISIS of 1956
اكد فيه ان الرئيس عبد ناصر أمم قناة السويس ، مما تسبب في ازعاج بريطانيا وفرنسا وخشوا من أن خطوة التاميم تمثل خطورة على حركة الملاحة في القناةوتحالفا جنبا إلى جنب مع إسرائيل ضد مصر ووقع ما يعرف في التاريخ الحديث بالعدوان الثلاثي على مصر !
وقد احدثت عملية غزو مصر ردود فعل رافضة وغاضبة تمثلت في إدانة دولية من الغرب والشرق على حد سواء .
وكشفت أزمة السويس كما تسمى معركة 56 في ادبيات العلوم السياسية الوضع المتدهور لمكانة بريطانيا العظمى ما أدى إلى استقالة رئيس وزرائها أنتوني إيدن.
وكشفت نتائج الحرب في الشرق الأوسط عن بدايات التغير في النظام الدولي الى ماعرف في الحقبة التالية بالحرب الباردة
مايعنينا ان مصر انتصرت واستردت ملكية وسيادة قناة السويس التي أعيد افتتاحها في أبريل عام 1957.
واذا نحينا نظرية المؤامرة نقول إن مصيبة البعض أنهم جاهلون ويكذبون ثم من جهلهم يصدقون كذبهم مصر هزمت في 56!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *