الكاتب الصحفي - محمود عابدين

محمود عابدين يكتب… سقوط آخر ورقة توت عن عورة الأمريكان

نقلا عن الأسوشيتدبرس اليوم.. “النواب الأمريكي يصوت على قانون لحماية الزواج من نفس الجنس”….!!.. ولا غرابة طبعا في ذلك.. فقد نشر الإعلام بتاريخ الجمعة، 22 يناير 2021 أن “وزير بايدن “المثلي” يشكر “زوجه” في جلسة مناقشة تعيينه بـ”الشيوخ”….!!

“المثلي” المشار إليه يًدعى “بيت بوتيجيج”.. وكان مرشحًا سابقًا على منصب الرئاسة الأمريكية الأخيرة ، إلا أنه خسر السباق علي صعيد الانتخابات الداخلية للحزب الديمقراطي التي فاز بها “بايدن”.

كما قدم “المثلي” الشكر لـ”زوجه” الذي حضر معه جلسة مناقشة ترشيحه من قبل مجلس الشيوخ، قائلاً – خلال الجلسة -: أود التقدم بالشكر لزوجي “شاستين المتواجد معي اليوم على دعمه، أنا فخور به ‏وأشكره لتضحياته التي قدمها، لكي أستطيع القيام بالعمل العام”….!!

من جانبه علق “بايدن” في وقت سابق: “بوتيجيج وطني ومحلل للمشاكل ‏ويتحدث بأفضل ما نكونه كأمة.. أنا أرشحه لمنصب وزير النقل لأن هذا المنصب يقف في حلقة ‏الوصل بين العديد من التحديات والفرص المتشابكة التي تنتظرنا”…..!!

وليس هذا فحسب.. ففي تاريح الجمعة، 06 مايو / أيار 2022 أعلن “بايدن” تعيين أول امرأة سوداء مثلية متحدثة باسم البيت الأبيض.. وتدعى كارين جان بيير خلفا لجين ساكي، وقال بايدن، في بيان:

– “كارين لن تسهم بالخبرة والموهبة والنزاهة اللازمة لهذه المهمة الصعبة فحسب، بل ستواصل قيادة الطريقة التي يتم بها التواصل خلال عمل إدارة بايدن و هاريس نيابة عن الشعب الأمريكي.. وأن جين ساكي قد وضعت معيارًا لإعادة اللياقة والاحترام إلى غرفة الإحاطة الصحفية بالبيت الأبيض”…..!!

ما تقدم عليه أمريكا حاليا ومن قبل.. ويقره مجلس شيوخها.. أعادنا إلى ما أخبرنا عنه وبه قرآننا الكريم عن قوم لوط من أهل سدوم.. فقد أرسل الله – تعالى – سيدنا لوط – عليه السلام – لأهل سدوم وكان منهم، ويتحدث بلغتهم، واتخذ من سدوم موطناً له ومركزاً، وعبد قوم هود مجموعة من الأصنام، ولكنهم استغرقوا واستكبروا في زيادة فاحشة مخالفة لما فطر الله – تعالى – عليه الناس، فقد كان الرجل يأتي الرجل، واستكبروا وابتعدوا عن طريق الهداية والحق.

وقد أنعم الله – تعالى – على قوم لوط بالكثير من النعم والعطايا والهبات، لكنهم ضلوا في الأرض وفعلوا الفاحشة، ولم يحفظوا نعمة الله عليهم، قال – تعالى -:
– (وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ).. ( سورة الأنبياء ).. فقد طغوا في الأرض ونشروا الفاحشة والضلال في قريتهم؛ فأهلكهم الله بذنوبهم وطغيانهم.. وقد جهر قوم لوط بمعصيتهم ولم يستتروا عليها، وقد ذكر أهل العلم أن منطقة قوم لوط سدوم تقع في الأردن في منطقة البحر الميت، وسموا بهذا الاسم؛ نسبةً لاسم نبيهم الذي أرسل إليهم، قال – تعالى – : (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ).. ( سورة الشعراء).

اتساقا مع ما سبق.. نشر د. محمد السعيد إدريس بجريدة الأهرام: 19/7/2022 مقالا محترما بعنوان “شهادات سقوط النموذج” يقول فيه أن من أبرز مكونات تلك “الروشتة الأمريكية لتحقيق الحداثة والازدهار” التى بدأت كقائمة أفكار وتحولت فيما بعد إلى مطالب وشروط أمريكية للحاق بركب العولمة أو “قطار العولمة” ما عرف بسياسات “إجماع واشنطن” (Washington Consensus ) التى كانت تحظى بدعم وزارة المالية الأمريكية والبنك المركزى الأمريكى إضافة إلى البنك الدولى وصندوق النقد الدولى.

وقد اشتملت هذه الروشتة على مجموعة من الإجراءات على الدول المعنية إتباعها لإحداث تغييرات جذرية فى البنية الاقتصادية كمقدمة لتغييرات أحدث البنى الاجتماعية ومنظومات القيم والأفكار من أبرزها تقليص القطاع العام وتحرير التجارة الخارجية من أى قيود “حمائية” ورفع القيود المفروضة على الادخار والاستثمار وضمان الحرية الكاملة للسوق ، ورفع الوصاية عن البنوك المركزية ومنحها الاستقلالية الكاملة حتى تتمكن من انتهاج سياسة نقدية مستقلة.

هذه الروشتة كانت “فاسدة” أدت إلى إفساد اقتصادات الدول التى اتخذتها كنموذج لتحقيق التقدم والرخاء، لأنها لم تكن تهدف فى الواقع تحقيق ذلك التقدم والرخاء فى تلك الدول بقدر ما كانت تهدف إلى فرض التبعية وتدمير المجتمعات من الداخل.

والآن فى ظل كل شواهد الأفول الأمريكى والصعود الصينى – الروسى كيف سيكون حال سياسات التبعية؟ هل ستبقى الدول صديقة أمريكا حريصة على تبعية لم تعد أمريكا قادرة على حمايتها؟

السؤال مهم الآن ويخص عالمنا العربى قبل غيره هل آن الأوان للتخلص من قيود التبعية والبحث عن نموذج بديل للتقدم والازدهار مع سقوط النموذج الأمريكى ليس فقط فى الاقتصاد والسياسة بل الأهم هو منظومة القيم والأفكار والأخلاقيات التى يحملها هذا النموذج .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *