أخبار عاجلة

ايمان نعمه تكتب… “تحت المراقبة…”

تشعر اوروبا بالقلق من جراء اختراق الفضاء الالكتروني وما يمكنه هذا الاختراق من امكانية التجسس والمراقبة والحصول على معلومات احيانا تكون حساسة وغاية في السرية . وقد تسربت اخبار عن مباحثات غير معلن عنها رسميا تدور بين خبراء من اوروبا وامريكا حول هذه القضية . ويبدو ان وكالة الامن القومي الامريكية ( NSA ) وهي وكالة انشأت عام 1952 بهدف جمع المعلومات المرسلة عن طريق انظمة الاتصالات العالمية المختلفة وتحليلها بواسطة تقنية متقدمة .. يبدو انها تتعرض لازمة من جراء كشف فضائح تثبت انها استعملت انظمتها وبرامجها لاهداف المراقبة والتجسس وعلى نطاق واسع عالميا . وقد طال هذا الاختراق والتجسس حتى الحياة الخاصة لشخصيات مختلفة من اوروبا ودول اخرى .. مما اثار موجة من الغضب والاحتجاج في اوروبا بشكل خاص . ويبدو ان الحل الوحيد لهذه الازمة والمتوقع حدوثه في المستقبل هو فصل شبكة المعلومات العالمية عن بعضها البعض بحيث تصبح سلسلة من الجزر المنعزلة .

هناك اكثر من اشارة الى تعاون وكالة الامن القومي الامريكية ونظيرتها في الدول الاخرى خاصة تلك التي ترحب بهذا التعاون لاهداف تخصها .. وايضا بين الوكالة الامريكية والشركات الخاصة التي توفر خدمات الانترنت .. اي اننا باختصار نواجه شبكة عالمية من التجسس والاختراق . كنت قد قرأت حديثا نسب الى احد المسؤولين في جهاز امن احدى الدول العربية .. يقول فيه انه بامكانه السيطرة حتى على التعليقات التي تكتب في ما يعرف بالمواقع الاجتماعية < الفيس بوك > وانه بامكانه توجيهها والتحكم بها ، ويبدو ان هذا يتم عبر شبكة من الاشخاص يتم استخدامهم لهذه الغاية .. والوسائل عديدة لكن ما يثير القلق والانزعاج هو انعدام الخصوصية بسبب البرمجة التي تتيح الاختراق والتجسس حتى على المراسلات والمعلومات الشخصية للمشتركين في هذه المواقع ، اذ بامكانهم اختراق الموقع ومراقبته دون ان يشعر صاحبه انه تحت المراقبة .

وكان موقع < الفيس بوك > قد اعلن عن حقه في الاحتفاظ بالصور المنشورة للاعضاء المشتركين فيه وبجميع المنشورات والتعليقات والمعلومات حتى المحذوفة منها . وتزداد كل يوم المعلومات الشخصية التي يطلبها هذا الموقع من المشتركين فيه بحجة حماية الصفحة من الاختراق مثل رقم الهاتف الخاص ومكان عملك ومكان دراستك واسم المدرسة الثانوية التي تخرجت منها .. الخ من المعلومات التي تصبح ملفا خاصا بك ، لكن المشترك يعطيها رغبة منه في التواصل الاجتماعي الذي بعد ان تغيرت ظروف الحياة العصرية اصبح هذا التواصل افتراضيا في عالم افتراضي . وان كان البعض يشعر بالاسف اذا تم فصل شبكة المعلومات العالمية عن بعضها البعض لان هذا سوف يحدد من حرية الفضاء الالكتروني وانتشاره عالميا ، لكن يبدو ان هذا الفصل هو الحل الوحيد المتوفر حاليا لمشاكل الاختراق والتجسس .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *