أخبار عاجلة
ابراهيم الصياد

ابراهيم الصياد يكتب… من كورونا لأوكرانيا !

أرى أن عالم اليوم أصبح عجيبا يعشق القلق ويريد أن يشغل نفسه دائما بالمشكلات والصراعات والحروب !
ونلاحظ منذ انتهاء الحرب البارده ثم إنهيار الإتحاد السوفيتي السابق أصبح التوازن الدولي الذي ساد بعد الحرب العالمية الثانية قد اختل لأن هذا النظام تطور من القطبية الثنائية إلى القطب الواحد إلى تعدد الأقطاب !
وهذا التطور الأخير هو بيت القصيد فيما نعرضه خققت القطبية الثنائية التوازن الدولي والقطبية الأحادية حققت الهيمنة والسيطرة على العالم بواسطة الولايات المتحدة لكن لما لم تجد عدوا لها بعد زوال المعسكر الشيوعي خلقت عدوها من القاعدة إلى داعش وهو الذي هددها ثم انقلب عليها في أحداث ١١ سبتمبر عام ٢٠٠١ !
وهكذا تحول النظام الدولي الى الصيغة التعددية الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين واليابان إلى حد ما بعبارة أخرى أصبح العالم يموج في صراعات بين هذه القوى رغم الاتفاق الظاهري في بعض المواقف !
وجاء الإختبار الخاص بفيروس كورونا ليكشف عورة النظام الدولي أنه بدلا من التوحد والتعاون العلمي من أجل مكافحة الوباء على مدى أكثر من عامين حدث تسييس للجائحة كان يكمن وراءها صراع مصالح بين الدول الكبرى في اتجاه التجاذب أو التنافر من أجل السيطرة على سوق اللقاح المضاد للڤيروس الذي من جانبه عاند وتحور أكثر من مره !
ويبدو أن وباء كوفيد ١٩ لم يكن كافيا وكان عليهم أن يبحثوا عن إشتغاله جديدة تستهدف الضغط والاخضاع والسيطرة فكانت الأزمة الأوكرانية !
نقول الأزمة بدأت بخلافات روسية غربية بشأن الوضع السياسي لأوكرانيا التي طالبت بالانضمام لحلف شمال الأطلسي ( الناتو ) وطلبت موسكو من الغرب تقديم ضمانات أمنية ولكن تلكأ الغرب في تعهداته بشأنها واستمر في الضغط على موسكو بورقة اوكرانيا وبات الأمر للعيان أنه يتراوح بين الشد والجذب ولكن انقطع حبل معاوية واعلنت روسيا الحرب على أوكرانيا وتمثلت في عملية اجتياح واسعة النطاق تخطت إقليم دونباس شرقي اوكرانيا إلى عملية يبدو أنها تستهدف السيطرة على كييف وإسقاط حكومة الرئيس زيلينسكي الموالي للغرب!
هذا التطور الذي يطرح السيناريو الأسوأ والذي حاول الغرب تجنبه جعله في موقف صعب أو دعونا نقول حرج حيث أن التدخل المباشر إلى جانب اوكرانيا غير وارد على الأقل في المدى المنظور ويصر الغرب على استخدام سلاح العقوبات ضد روسيا إلى جانب مد اوكرانيا بالسلاح وأعتقد أنه هو المتاح في هذه المرحلة لكن الموقف يتطور بسرعة وغير واضح ماذا سيؤول في الأيام المقبلة؟
وفي التحليل الاخير نحن على ثقة أن النظام الدولي في حالة من الإختلال وعدم التوازن وانتقل المشهد من جائحة كورونا إلى حرب أوكرانيا !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *