أخبار عاجلة

د. ناصر الكلاوى يكتب ،، “مش هنسيب اسكندرية تنهد ،،”

فى يوم 20 ابريل سنة 2012م قام العديد من النشطاء من مدينة الاسكندرية بانشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك تحت عنوان ،، مش هنسيب اسكندرية تنهد ،، و و ذلك بغرض دعوة اهل الاسكندرية للمحافظة على التراث المعمارى الذى يسرق من الجميع بهدمة ، و من اجل النضال و الصمود امام مافيا الفساد التى تهدف الى القضاء على كل ما هو عريق فى مصر ، و كذلك حفاظا على مدينة الاسكندرية العظيمة ، و من اجل المحافظة على الهوية المعمارية المميزة للمدينة ، و فعلا قام هؤلاء النشطاء بالتجمع فى مجموعه واحده ، و ذلك بغية الوقوف فى وجة الظلم و العدوان ، و قد تكونت مجموعه تدافع عن هذة الاهداف النبيلة ، و كانت تضم ،، مجموعه من النشطاء السكندريين ، و متخصصين فى هيئة مجموعه من اجل الحفاظ على التراث ، و مجموعه من طلبة و معيدين كلية الفنون الجميلة ، و اساتذة من كلية الهندسة و قامت هذة المجموعه بوضع خطة التحرك على ارض الواقع ، و قد تضمنت الخطة المحاور الاتية
1/ الضغط الشعبى لوقف هدم المبانى التراثية
2/ اعداد حملة اعلاميه لتنبية اهالى الاسكندرية لخطورة الموقف
3/ تشكيل فرق متابعة لحالة المبانى التراثية على ارض الواقع من شباب الاسكندرية
4/ عمل قاعدة بيانات عن المبانى التراثية بالاسكندرية
5/ ايجاد حلول واقعية لشاغلى العقارات التراثية
و رغم قيام الدولة المصرية باصدار العديد من القوانين لحماية المبانى ذات الطابع المعمارى المميز ، و منها قرار رئيس الجمهورية رقم 37 لسنة 2011م بانشاء جهاز التنسيق الحضارى و التابع لوزارة الثقافة ، ثم صدور قانون البناء الموحد لسنة 2008م ، و قانون التنسيق الحضارى و لائحتة التنفيذية لسنة 2008م ، ثم صدور القانون رقم 144 بشان تنظيم اعمال هدم المبانى و المنشات الغير ايلة للسقوط و الحفاظ على التراث المعمارى و لائحتة التنفيذية لسنة 2006م
و كان الهدف من هذة القوانين هو الحفاظ على المبانى المعمارية المميزة فى مصر و الغير مسجلة فى عداد الاثار المصرية بوزارة الدولة لشئون الاثار ، و رغم ذلك فقد تم هدم العديد من العقارات المميزة بمدينة الاسكندرية و منها على سبيل المثال ،، هدم مبنى اقدم دار سينما و هى ريالتو و الكائنة بشارع صفية زغلول ، و الفيلا رقم 19 بشارع المامون بمنطقة محرم بك ، و هى بنيت على الطراز الايطالى منذ عام 1920م ، و كانت ملكا لعائلة المقال الايطالى ،، امبرون ،، و زوجتة الفنانة التشكيلية اميليا و سكن بها المؤلف لورانس داريل و ملك ايطاليا المنفى ،، قيتوريو ايمانويلى الثالث ، و الفنانان التشكليليان المصريان البارزان سعد الخادم و عفت ناجى ، و فيلا جوستاف اجيون بالعقار رقم 75 فى منشا بمنقطة وابور المياة ، و التى صممها المعمارى الفرنسى البارز اوجست بيرية ، و تعد احد اوائل المبانى التى استخدمت الخرسانة الظاهرة فى العالم ، و قد ادرجتها منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمى ، و فيلا عبد المسيح سميكة باشا نائب رئيس المحكمة المختلطة ، و فيلا شيكوريل
و تم هدم هذة العقارات رغم ان القانون رقم 144 لسنة 2006م قد نص فى احد مواده على انه ،، و قبل استخراج رخصة هدم اى مبنى لابد من رفعها من تلك القوائم ، اما بقبول التظلم من لجنة التظلمات طبقا للقانون المشار الية ، و هذا لم يحدث او من خلال اقرار لجنة العقارات الالية للسقوط بان المبنى يشكل خطورة
و يبلغ عدد احياء الاسكندرية التى يوجد فيها عقارات مميزة سبعه احياء و هى ،، حى وسط و به 44 عقار ، و حى غرب و به 17 عقار ، و حى شرق و به 458 عقار ، و حى المنتزة و به 31 عقار ، و حى الجمرك و به 158 عقار ، و حى العامرية و به 8 عقار ، و حى برج العرب و به 16 عقار ،،
ان حوادث هدم العقارات المسجلة فى عداد المبانى ذات الطابع المعمارى المميز تستدعى الاسف و الاسى على قيام بعض التجار و الفاسدين بهدم المبانى التاريخية المميزة لمدينة الاسكندرية ، و طمس الهويه المعمارية لها ، و يدل على وجود خلل ما فى منظومة العمل و القوانين التى تحمى هذه المبانى
و انا اقترح عقد مؤتمر دولى موسع يضم خبراء المجتمع المدنى فى هذا المجال و اساتذه كليات الهندسة ، و و خبراء جهاز التنسيق الحضارى ، ووزارة الدولة لشئون الاثار ، ووزاره التنمية المحلية ، لاعادة النظر فى منظومة التشريع و النظر فى القوانين التى تحمى المبانى ذات الطابع المعمارى المميز ، و ذلك بتغيير المواد التى يوجد بها ثغرات ينفذ منها و يستغلها الفاسدين لهدم هذة العقارات ، و تغيير هذة المواد و اعادة صياغتها لتكون اكثر احكاما ، و يجب تشديد العقوبات تجاه الاشخاص الذيين يقومون بالتسبب فى هدم العقارت بالقول او بالفعل او بالتزوير الاجراءات او المساعدة ، كما انه من المهم اصدار كتيب يضم بيان بالمعلومات و الصور للعقارات بكل محافظة على حده ، و تسجيل هذه العقارات من خلال افلام تسجيلية ، و نشر التوعية باهميه هذة المبانى من خلال المناهج التعليمية فى المدارس و الجامعات ، و يجب اعداد افلام تسجيلية تعرض فى التليفزيون الرسمى للدولة ، ان هدم هذه العقارت يمثل جريمة العصر ، و ان مصر فى طريقها الى ان تصبح بلا تاريخ ، و امة بلا تاريخ ، يعنى انها بلا حاضر او مستقبل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *