ابراهيم الصياد

ابراهيم الصياد يكتب… الدراما وتوثيق الاحداث !

لم يعد الترفيه وظيفة الدراما فقط انما يمكن ان يكون لها دور مهم في توثيق التاريخ. وهو ما نطلق عليه ( الدراما الوثائقية) ! بمعنى ان تصبح الدراما آداة من ادوات تأكيد الاحداث التاريخية من خلال تناول أحداث او شخوص حقيقية وهو ما قدمه مسلسل رجال الظل أو الاختيار 2 .
ففي حلقاته عن فض اعتصام رابعة أو اقتحام قسم كرداسة 2013 أو عملية طريق الواحات الارهابية عام 2017 قدم الحقيقة بلا رتوش. .
بعباره اخرى كان الاختيار 2 في كثير من حلقاته عملا توثيقيا لاحداث حقيقية وقعت بالفعل ! انعكس صداها في رد فعل المتلقي خاصة انه قد عاصر هذه الاحداث التي وقعت في الامس القريب.
ما يعني ان هذا العمل وما يأتي على شاكلته قد كتب له ان يدخل التاريخ !
وانا – باعتباري مشاهدا ومعاصرا بل دعوني اقول شاهد عيان في فترة من الفترات ارى ان مثل هذه الاعمال الدرامية تقدم صورة واضحة للجرائم اللانسانية البشعة للارهاب الذي اختزل في جماعة الاخوان التي في المدى القصير تعود جرائمها الى عام 2011 مع قيام ثورة 25 يناير التي اختطفتها جهارا نهارا رغم ان سجل جرائمها يرجع الى اكثر من 80 عاما !
وما يعنينا هنا ان الاعلام بصفة عامة والدراما احد اشكاله الفنية عامل مهم في رصد حركة التاريخ وتدوينه طالما استندت الى وقائع محدده وثابته بالقرائن وبالتالي فاننا نصبح أمام نوعين من المحاكمات 1) محاكمة جنائية تقليدية تتم بمعرفة السلطة القضائية يمثل الجناة امامها.
2) محاكمة اخرى انسانية تثبت سجلاتها في التاريخ ومن المفترض ان تصل الى العالم المتحضر ليعرف حقيقة هذه الجماعة الارهابية المتاجرة بالدين. من هنا يمكن القول إذا كان القاضي هو الحكم العدل في النوع الاول فإن المتابع لها ولتطورات المحاكمة الثانية في لحظة من اللحظات يصبح قاضيا وحكما عدلا في محكمة التاريخ الإنساني !
ولا شك ان المحاكمة الثانية هذه ستذهب بالجناة الى مذبلة التاريخ واقول ليس الفاعلين فقط بل المدبرين والمخططين والمفكرين في جماعة الاخوان منذ أيام مُنشأها حسن البنا بالاسماعيلية عام 1928 . ان ادانة التاريخ الدامغة ستدخل جماعة الاخوان الى نفق اللاعودة وتؤكد ان نهج الارهاب ليس له إياب !
واذا اردنا المزيد من الشفافية فاننا في حاجة ماسة الى مزيد من الاعمال الدرامية التي تنتج على نفس النسق ليس فقط من اجل تعرية الارهاب ومن يقف له داعما وظهيرا انما من اجل خلق حالة دائمة من اليقظة الوطنية والاحتشاد الجمعي ليصبح وعي الامة مدركا لاهمية الحفاظ على امن وسلامة الوطن ما يثبت ان الاعلام جزء لا يتجزأ من الأمن القومي لاي دولة حرة تمتلك استقلالية اتخاذ القرار !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *