المسيحية فى حب النبي – عن خرافة الحب الشرير

دفعنى حفل سماع للانشاد و الموسيقى الروحية امس لتذكر تلك الليلة التى حضرت بها حفلة لهم فى قبة الغورى بصحبة رفاق مسلميين و مسيحيين و لم يكن الفريق مكتمل و اقتصر على المنشدين الاسلاميين فكانت معظم الانشادات تدور حوال حب النبي محمد ..

و بغض النظر عن من عبر و من لم يعبر منهم عن نفس ذا التساؤل العميق، فقط احسست ان هذا التساؤل طاغياً فى ظلال مجالسنا “ايه مشاعر مسيحي يحضر انشاد عن حب النبي” ..

للاسف كثير من الافكار التى نسمم بها يوميا تاخذنا فى جهة ان الحب و الغيرة على الدين لابد و ان يصاحبها كره و رفض للاديان الأخرى و للاشخاص الذين يحملون رسالتها.

و البعض الاخر من لم تسممه تلك الافكار تتمكن منه مشاعر خوف تهمس له دعنا نتحسس مواضعنا حين ندخل رحاب الاخر، علينا اللا نكون ايجابيين او سلبيين, لنحمل شحنة متعادل فى نفوسنا لا تزعجهم منا ولا تحمل الينا شيئا منهم لنزيد سمك ذلك الزجاج بيننا و بينهم، يكفيهم ان يرونا وسطهم من خلف الزجاج.

لكن السؤال الاهم ان يطرح “هل المسيحية لا تحث على حب النبي محمد؟” !
يمكن ان نسرد من الشواهد الكتابية الدينية من المسيحية ما يحث على حب الذى لا يحبنى, و حب العدو ايضاً, و نسأل لماذا لا تكون تحث من باب اولى على حب شخص فى الغالب عند كثيرين من المسيحين هو شخص عادى لا يعرفون عنه خير او شر .. من الممكن التساؤل بهذه الطريقة ولكن ليس بتلك الطرق من مذهب “هو الدين بيقول ايه”, نكتشف تلك القناعة فى داخلنا, لذلك أرغب فى وضع اثبات اخر على الطاولة .

.. الاثبات الأهم هو فكرة الحب فى حد ذاته ..
حب اشخاص للنبي و الذى يدفعهم للانشاد باسمه بكل هذه الطاقة، هو حب لا يجب ان يعبر امامنا مرور الكرام ..
هو حب فى مجرده ..
تلك الطاقة من الحب لا تفنى بل تنتشر و تزيد من الحب فى العالم ..
حب يجعلك تحب ان تحب ..
حب يسرى حولنا و يدعونا ان نستنشقه ليسري بداخلنا ..
ليس هناك حب شرير .. لا تخافوا .. لا تخافوا ان تحبوا ..

هناك طوباوى يدعى ” شارل دو فوكو ” يقول فى جزء من سيرته :
“عاش شبابه بطيش كبير، فكانت مغريات الحياة وملذاتها تستهويه في ذلك الوقت. وهكذا أخذ يبتعد عن الله شيئاً فشيئاً، ولكنه كان، في الوقت عينه، يشعر في أعماقه بفراغ مؤلم وحزن عميق.
التقى المسلمين في صحراء الجزائر، فتأثر بطريقة صلاتهم وسجودهم..أحدث إيمانهم بالله هزّة له، خلقت عنده التساؤل حول إيمانه هو!
وبعد ما عاد إلى فرنسا، استقبله أصدقاؤه وأقرباؤه بفرح كبير كعودة الابن الضال، ما ساعده للارتداد إلى إيمانه الأول وكان يردّد هذا الدعاء: ” يا ربّ إذا كنت موجود حقّاً اجعلني أعرفك”..”

اتركوا كل حب و اى حب تمكن منكم ولا تخافوه
ليس هناك حب شرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *