أخبار عاجلة

محمد يوسف العزيزي يكتب… النظام العربي والفرصة الأخيرة

عمار يا مصر ‏

اقترب كثيرا اليوم الذي يندم فيه النظام العربي ويعض أصابعه حتى يسيل منها الدماء بعد أن فقد فرصة ‏تشكيل القوة العربية المشتركة التي طرحها الرئيس السيسي وقابلتها بعض الدول بالرفض والبعض الآخر ‏بالتشكيك استجابة لضغوط خارجية من قوي دولية وإقليمية .. وربما بسبب الغيرة ! ‏

اليوم الخطر يهدد كل المنطقة ولن تنجو تلك الدول التي رفضت والتي شككت وابتلعت طعم الحماية الدولية ‏ووقعت تحت مطرقة الابتزاز عن طيب خاطر مقابل الحماية المزعومة فأهدرت الأموال والأرصدة وأهدرت ‏الوقت وفوتت علي نفسها فرصة التصدي للهجمة الشرسة عليها .. ‏

غدا لن يكون لتلك الدول مكانا علي أي طاولة مفاوضات بعد أن باعت إرادتها لمن يحميها بالمال .. ‏
تلك الدول أفقدت التجمع العربي الوحيد ( الجامعة العربية ) قيمته وتأثيره بسبب تعنتها ورهن إرادتها للغير ‏وسمحت لقوي إقليمية أن تستعمر أراضيها وتصادر قراراتها !‏

‏ لذلك لا نسمع صوتا للجامعة ولا لأمينها العام – وله العذر – الذي يعمل موظفا لا حول له ولا قوة .. لا ‏نري موقفا حاسما في قضية سوريا البلد العربي الشقيق الذي ضاع بسبب غياب الموقف العربي عن الدعم ‏والمساندة ، وما زاد الطين بله دعم دول عربية لقوي التطرف علي أرضه والسماح بترك رقعة الشطرنج ‏لتلعب عليها دول إقليمية وغربية طمعا في بتروله وغازه وثرواته الطبيعية وموقعه كبوابة للشرق .. ‏

والآن تغيب الجامعة العربية عن القضية الليبية وتغض الطرف مع المجتمع الدولي عن تدخلات خارجية ‏تخالف القانون الدولي لتفرض سيطرتها عليه وتبتز ثرواته وتأكل النصيب الأكبر من تورتة إعادة الاعمار ‏وتحوله إلي بؤرة تجميع للإرهاب في المنطقة وليس خاف عن العقل أن الهدف هو مصر التي حطمت ‏المخطط الكبير الذي كان يستهدف المنطقة كلها والذي بدأ بثورات الربيع ( العبري ) ، وعن قضية اليمن ‏التعيس فحدث فيها ولا حرج ‏

ويبدو أن استهداف دول بعينها ليس صدفة لكنه مخطط بدفة وعناية بالغة ليشمل دول الحضارات والتاريخ ‏والموقع ( الجغرافيا ) والثروة .. فالعراق بلد الحضارة والثروة والجغرافيا ، واليمن بلد الحضارة ‏والجغرافيا ( الموقع الاستراتيجي ) ، وسوريا بلد الحضارة والموقع والثروة ( البترول والغاز الذي لم ‏يكتشف بعد ) ، وليبيا بلد الثروة والبوابة الكبيرة علي أوروبا .. ‏

ونصل إلي الجائزة الكبري ( مصر ) بلد الحضارة والتاريخ والجغرافيا والسكان ومفتاح القارة الإفريقية ‏وممر العبور بين الشرق والغرب ، ومحور الارتكاز ورمانة ميزان المنطقة ، وسقوطها يعني سقوط من ‏حولها !‏
لذلك نجد السعي لتطويقها يجري علي قدم وساق حتى تركع وتفقد دورها التاريخي وحيويتها في كل ‏دوائرها العربية والإقليمية والدولية ، ولكن هيهات أن يحدث ذلك مع شعب واجه منذ فجر التاريخ أعداء من ‏كل حدب وصوب وانتصر ولم تتغير حدود مصر التي خلقها الله . ‏

كانت مصر تتمدد شرقا وغربا وجنوبا لكنها أبدا لم تنكمش يوما ، ولم تتغير حدودها يوما .. كانت مقبرة ‏للغزاة مهما طالت مدة الغزو ، وكانت عقلا يستوعب كل الثقافات لكن أبدا لم تتغير ثقافتها ولا شخصيتها ، ‏كانت معدة كبيرة تهضم ما يدخل عليها وتستفيد بما تحتاجه وتلفظ ما لا تحتاجه في فضلاتها . ‏

الخلاصة أن مصر قادرة بذاتها وبشعبها علي التصدي والمواجهة والنصر في قضايا الإرهاب وسد النهضة ‏وتأمين حدودها الإستراتيجية في الشرق والغرب والجنوب والشمال وأعتقد جازما أن كل من يتربص بها ‏يدرك ذلك جيدا ويعملون له ألف حساب ‏

بقيت كلمة .. لن يفيد الندم بعد ضياع الفرص ، وإن كان هناك بعض من رُشد في النظام العربي فليقتنص ‏الفرصة قبل أن تضيع للأبد .. ‏

اللهم بلغت .. اللهم فاشهد ‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *