أخبار عاجلة

ابراهيم الصياد يكتب… صباح الخير يا سينا

ثبت على مر العصور أنه ” من يتحكم في سيناء من السهل أن يتحكم في مصر” قاعدة يتفق عليها علماء السياسة والإستراتيجية وأكد صحتها كل الدلائل التاريخية والجيوسياسية حيث أن الأمن القومي المصري يتحقق دائما من جهة الشرق و يكتمل في السيطرة على شبة جزيرة سيناء !
ولهذا ونحن نحتفل بعيد تحرير سيناء في 2020 كم هو مهم إعادة قراءة تاريخ مصرمن جديد ودراسة معطيات موقعها وموضعها الجغرافيين كما يقول المفكر الكبير د. جمال حمدان في كتابه الأشهر شخصية مصر – دراسة في عبقرية المكان – حتى نبين انه لا يمكن قبول فكرة تبرير الاعتداء على ثوابت الوطن بالتلاعب بالألفاظ تارة أومحاولة توظيف مفردات بعينها في غير مكانها تارة آخرى واعتقد انه الحق الذي يراد به باطل حتى يدس السم في طبق العسل لماذا اقول هذا تحديدا فيما يتعلق بسيناء ؟ .
في لحظات الإنشغال بحرب عالمية على الوباء أعاد بعضهم – في توقيت غير مناسب – افكارا سمعناها من قبل مستخدما نفس مفردات الإخوان في عام حكمهم الأغبر وإن كان الاخوان وقتها كانوا اكثر وضوحا في مقصدهم .
رأى الإخوان مستقبل (تنمية سيناء ) في بيعها للغير وهو امر طبيعي يتسق مع معتقداتهم القطبية وتفسيرهم الشاذ لمعنى (الوطن ) بانه ليس سوى حفنة من تراب عفن !.
واليوم يروج رأي لمستقبل تنمية سيناء في انفصالها إداريا عن مصر ويوجه اتهاما صريحا للحكومة الحالية بانها فشلت في تنميتها بسبب ما أسماه بيروقراطية الحكم وعليه تحتاج تنمية سيناء حكما لا مركزيا وبالتالي لا حل من وجهة نظرهذا البعض سوى بمنح (الاقليم ) وهو نفس التعبير الذي استعمله الإخوان آنذاك حكما ذاتيا ويُوضع على رأسه (حاكم ) معه حكومة لديها موازنة منفصلة عن الكيان الام .
ويضع نصب عينيه مناطق في العالم مثل هونج كونج او سنغافورة يريد ان تصبح سيناء مثلها وذكرني هذا التوجه بالعام 1975 عندما طرحت فكرة المنطقة الحرة في بورسعيد ومن باب الترويج لها قيل انها ستكون تايوان او هونج كونج الجديدة وهو المشروع الذي اثبت فشله فيما بعد !
الى هذا الحد قد عجز اصحاب هذا الرأي الذين اسميهم اصحاب “ذاكرة السمكة” عن استيعاب حقائق التاريخ واعتبارات الجغرافيا لدرجة انهم يطرحون ما هو أخطر(اذا نجحت تجربة تنمية سيناء القائمة على فكرة الانفصال عن الحكومة المركزية يمكن تكرار التجربة في كل محافظات مصر ) ولكنهم لم يحددوا من سيقوم بمهمة تنمية سيناء؟ ومن الذي سيكون حاكما لها ؟ .
نافلة القول هل تفتيت مصر غايتهم ومبتغاهم تحت مسمى تنمية سيناء ؟ اتمنى اكون على خطأ لأن الذي آراه انه طرح ذو مغزى يأتي في خضم تعرض مصر والعالم لأزمة فيروس كورونا حيث ستكون اثار الجائحة اخطر من الجائحة نفسها وإن كنت أسلم انه من حق الجميع ممارسة حرية التعبير مهما كان صادما ولكن ليس من حق احد ان يفرض خطابا انعزاليا يتعارض مع ما رسخ في ضمير العقل والفكرالجمعي للمصريين.
اليوم ونحن نحتفل بعيد تحرير سيناء علينا تذكر قيمة ارض الفيروز الطاهرة المخضبة بدماء الشهداء ، شهداء حروب التاريخ شاهدعليها وشهداء مكافحة الارهاب الذي لم تجتث جذوره بعد وصباح الخير يا سينا !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *