أخبار عاجلة

مصطفى البلك يكتب.. قوت القلوب وعودة الدراما المصرية

لاتفهمونا غلط

منذ اللحظات الاولي التي علمت فيها بعودة المخرج الكبير مجدي ابوعميرة للاخراج الدرامي بعد غياب اربع سنوات شعرت ان الدراما المصرية ستعود مرة اخري بقوة لسابق عهدها ، وانها عرفت طريقها الصحيح للعودة ، وان هناك عملا دراميا سنراه قريبا يستحق المشاهدة علي يد مخرج كبير يشهد له تاريخه الطويل بالكفاءة و تقديم روائع درامية هي من علامات الفن المصري ،انه الملك الذي يملك ادواته ويعرف للنص حقه وللنجم دوره الذي يسكن فيه ويكون قادرا علي اداءه بما يحقق المصداقية والواقعية للشخصية ، يحمل رؤية مخرج كبير اثق في قدراته ، وهذا لم يكن يتحقق الا من خلال شركة انتاج كبيرة قادرة علي تقديم ملحمة درامية تدخل كل بيت والتاثير فيه بالايجاب مستغله دور الدراما في العمل علي تنمية المجتمع وترسيخ قيمة الاصيلة ، وبادرت بالاتصال بالصديق العزيز المخرج الكبير مجدي ابوعميرة وقلت له بعودتك شعرت بالاطمئنان علي الدراما المصرية وان شركات الانتاج ادركت مؤخرا دور الدراما في بناء المجتمع وتوعيته والتخلي عن تركيزها المنصب علي تقديم القيم السلبية التي ساهمت في اختلال القيم المصرية بظهور ونشر الافكار السلبية وابعدما اختلت قيم الكفاح والانتماء والقدوة والمثل وعدم احترام القانون وسيطر مبدا الغابة علي خطوطها واحداثها التي صارت مفتعله وبعيدة كل البعد عن حقيقة الانسان المصري وان هذه الدراما سيئة السمعة شكلت شخصية غريبة عن مجتمعنا نرفضها جميعا ونحارب من اجل القضاء عليها ..

الدراما احد روافد الثقافة المصرية التي تمنيت لها العودة كثيرا لانها محاكاة للواقع ، ولكن كيف ننقل هذا الواقع للمشاهد ؟ سؤال لم اجد القادر علي الاجابة عنه في ظل دراما المقاولات التي تجاهلت الايجابيات وابرزت السلبيات ، وكان الصراع الوحيد والعقدة التي تدور حولها الحلقات صراع الشر للشر ولم يعد للقانون وجود ضمن الحبكة الدرامية ، تناسوا ان العمل يجب ان يكون صراعا بين الخير والشر ينتهي دوما بانتصار الخير وان الدراما المصرية هي استكمال لدور الدولة في البناء وتنمية المجتمع وغرس القيم والمبادئ والحفاظ علي العادات والتقاليد فالدراما كقالب فني يستطيع من خلال أشكاله المتعددة وقدرته على التأثير أن يأخذ مكانته في تنمية المجتمع وترسيخ قيمه الأصيلة، والاستفادة من مقوماته وخصائصه في التأثير على احياتنا التي اصابها العطب ، لا انكر ان الدراما المصرية خلال اعوام ماضية تراجعت بشدة خاصة في اعقاب 25 يناير وما سبقها ، حيث انتشرت دراما البلطجة والمخدرات وبيوت الدعارة وتجارة الرقيق الابيض الذي كان سببا في انتهاك حرمة وصورة وعرض المراة المصرية واظهرتها في ابشع صورها مما كان سببا في تراجع دورها الحقيقي في عيون عالمنا العربي والشارع المصري .

عملية اصلاح الدراما المصرية بدات بقوت القلوب ، عمل اجتماعي توفرت فيه خصائص النجاح منذ اللحظات الاولي للتفكير في تقديمه للشاشة العربية بوجه عام والمصرية بشكل خاص ، نص جيد للكاتب الكبير للصديق العزيز محمد الحناوي الذي قدم الكثير من روائع الدراما المصرية صاغها بحرفية واقتدار علي تقديم صورة جميلة للمجتمع المصري ، ومخرج كبير وصديق عزير شهادتي مجروحه فيه للصداقة والحب الذي يجمعني به علي مدار تاريخ طويل علي مدار عملي في بلاط صاحبة الجلالة ، ولكن كيف تكون شهادتي مجروحه فيه وهو من شهد له تاريخ الدراما المصرية ، وشركة انتاج كبيرة لها من التاريخ الدرامي نصيب كبير ، وعدد كبير من نجوم الدراما المصرية علي راسهم المبدعة القديرة ماجدة ذكي التي عادت ايضا بعد غياب ثلاث سنوات فهي فنانة تملك قاعدة جماهيرية كبيرة وحضور خاص وتاريخ طويل فهي موهبة فنية لا يستهان بها وانها تالقت في اداء دور قوت القلوب المصرية القدوة التي اعادت الصورة الذهنية للمراة المصرية الجدعة المتسامحة القادرة علي الوصول باولادها الي بر الامان مهما واجهتها من رياح عاتية ونار تاكل الاخضر واليابس ، اي انها ركبت الشخصية وجسدت الدور فنسينا ماجدة ذكي وراينا امامنا السيدة المصرية بكل صورها وصفاتها الجميلة التي كنا نراها دائما في الاعمال الدرامية التي تحترم المراة المصرية وتدرك دورها العظيم في بناء المجتمع .

لا انكر ان توقيت عرض هذا العمل الدرامي الرائع ” قوت القلوب ” كان مدروسا بعناية فقد كان تكريما للام المصرية في عيدها الذي لم نستطع الاحتفال به نظرا لظروف الحظر بسبب كورونا اللعين ، بالاضافة الي ان الاسرة المصرية التفت من جديد حول شاشة التليفزيون تتابع قوت القلوب هذا العمل المتميز الذي اعتبره بداية لتقديم اعمال هادفة ليست غريبة علي الشارع المصري بل انها نقل حقيقي لواقع نبحث له عن اصلاح ، فالمتعة الحقيقة للنجاح الدرامي وتحقيق نسب مشاهدة يكمن في ان نري انفسنا بين احداثها ، مما جعلني متابع جيد لحلقات العمل بشكل يومي واكتشفت ان الاسرة المصرية تتابعه ايضا معي فادركنا جميعا الفرق الكبير بين انتاج يستحق المشاهدة ودراما مكانها الطبيعي سلة المهملات ..

قوت القلوب عودة حقيقة للدراما المصرية الشكر لنجوم العمل كل من وقفوا امام الكاميرا ومن وقفوا خلفها وعلي راسهم الفنانة الكبيرة ماجدة ذكي.. شكرا ملك الدراما مجدي ابو عميرة ا .. شكرا لسنرجي وللصديق المنتج تامر مرسي التي اعاد لنا الدراما المصرية في افضل صورها واحب ان اهمس له واقول اكتب اسمك في عالم الانتاج بالاعمال التي تخلده وسبق ان قدمت اعمالا اضافت لتاريخ مصر الدرامي وكتب لها النجاح منذ قدمت لنا باكورة انتاجك مواطن بدرجة وزير اخراج عادل الاعصر وبطولة حسين فهمي ونرمين الفقي تاليف يسر السيوي في 2006 ، واثق انك ستكون حريصا علي استمرار تقديم دراما مصرية هدفها الارتقاء بالمجتمع وقوت القلوب دراما تستحق المشاهدة ومنتظر منك الكثير..

اخيرا ..مصر جميلة وتحتاج ان نعمل جميعا من اجلها ونرتقي بها وتقديم افضل صورها للمجتمع ولعالمنا العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *