أخبار عاجلة

د.حسن عماد مكاوي يكتب… قنوات النيل التعليمية.. هل تأتي المنحة بعد المحنة ؟

مع تفاقم أزمة فيروس كورونا، أدركت مؤسسات الدولة بصفة عامة، والهيئة الوطنية للإعلام بصفة خاصة أن في حوزتنا كيان إعلامي مؤثر هو التليفزيون التعليمي. وبعد أن أدي انتشار فيروس كورونا المستجد إلي فرض حظر التجوال وتعليق الدراسة في المدارس والجامعات في معظم دول العالم وتهديد العملية التعليمية، أدركنا الملاذ الآمن في استعادة دور القنوات التعليمية المتخصصة المملوكة للدولة في سد الفراغ التعليمي بطريقة آمنة. الآن فقط أدركنا دور الإعلام الخدمي الذي يقوم بوظائف لا تقل أهمية عن التعلية والصحة، وتزداد هذه الأهمية في المجتمعات التي تعاني الفقر والأمية. عندما كان الإعلام أحد أدوات قوة مصر الناعمة، حرصت الدولة المصرية علي إنشاء بنية تحتية قوية من الصحف القومية والمحطات الإذاعية والقنوات التلفزيونية،. وكبت متطلبات العصر من إعلام النخبة إلي إعلام الحشد الجماهيري ووصولآ إلي الإعلام المتخصص، وذلك بالتوازي مع مخاطبة الرأي العام الخارجي عبر إذاعة صوت العرب وشبكة الإذاعات الموجهة بثماني وثلاثين لغة ، وإطلاق أول قمر صناعي، وإنشاء أول مدينة للإنتاج الإعلامي في المنطقة العربية. وفي عام ١٩٩٨ أنشأ وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف شبكة قنوات النيل المتخصصة التي ترأسها الإعلامي الكبير حسن حامد، وكانت هذه الشبكة تضم قنوات النيل التعليمية بقيادة الإعلامية القديرة تهاني حلاوة، وكانت تحتوي علي سبع قنوات للتعليم الابتدائي، والإعدادي، والثانوي، والفني، ومحو الأمية، والمعارف، واللغات. ومع تنامي تغير النظر إلي الإعلام باعتباره خدمة عامة إلي سلعة تجارية، تقلص عدد القنوات التعليمية من سبع إلي أربع قنوات فقط. وبعد استحواذ جماعة الإخوان الإرهابية علي مقاليد الحكم تم تقليص القنوات التعليمية إلي قناة واحدة فقط. حاولت جماعة الإخوان استخدام هذه القناة التعليمية الوحيدة لبث أفكارهم المتطرفة من خلالها، ولكن الكوادر الوطنية العاملة بالقناة حالت دون ذلك. وعندما كانت قنوات النيل التعليمية في أوج تألقها بقيادة الإعلامية تهاني حلاوة أنتجت قائمة طويلة من البرامج التعليمية المرتبطة بالمناهج الدراسية في مختلف المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، فضلآ عن البرامج الإثرائية التي تنطلق من فلسفة التعليم مدي الحياة، والتي تناولت الفنون التشكيلية ودور الأوبرا والمعالم السياحية والفلكلور الشعبي والحرف اليدوية والتربية البيئية وغيرها. الآن لم يعد لدينا سوي قناة تعليمية واحدة تتنوع برامجها بين التعليم المنهجي والتعليم الإثرائي، ويكافح العاملون في هذه القناة – كالقابض علي الجمر- في التمسك بالقيم والأعراف المهنية في ظل فقر شديد للإمكانيات المادية والتقنية، ورغم كل ذلك كانت هذه القناة هي الملاذ لإنقاذ العملية التعليمية بعد إغلاق المدارس. أضحت قناة النيل التعليمية هي “التريند” الأول علي مواقع التواصل الاجتماعي لبث المحتوي التعليمي بشقيه المنهجي الدراسي والمعرفي الإثرائي. هناك الكثير من الأفكار الملهمة التي تطرحها الإعلامية المتميزة هبة حمزة المذيعة بقناة النيل التعليمية وباحثة الدكتوراه تعرضها لمن يريد الإصلاح والتطوير.هل نستوعب الدرس المستفاد؟..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *