أخبار عاجلة

د.حسن عماد مكاوي يكتب… تعزيز الهوية لحماية الأمن القومي (٢-٥)

تميزت الشخصية المصرية علي مر العصور بسمات كانت أقرب إلي الثبات، ولذلك يعتبرها العلماء سمات أصلية وذلك لتمييزها عن سمات فرعية أو ثانوية قابلة للتغيير مع الظروف الطارئة، فقد تميزت الخريطة الأساسية للشخصية المصرية ببعض السمات مثل الذكاء، والتدين، والطيبة، والسخرية،وعشق الاستقرار، وربما يرتبط ذلك بعوامل مناخية وجغرافية مستقرة نسبيآ. وبالرغم من المحاولات الهائلة التي استهدفت الهوية المصرية وحاولت تغييرها علي خلاف السياق التاريخي لها، إلا أن هويتنا المصرية صمدت أمام كل هذه المحاولات، وبالرغم من ذلك لم تتوقف محاولات الاستهداف حتي الآن. وحيث أن الأمن القومي يعني توفير أكبر قدر من الحماية والايتقرار لتحقيقالتنمية المستدامة في كافة المجالات في مواجهة كل أنواع التهديدات الداخلية والخارجية، وهو ما يستدعي تعزيز الثقافة الوطنية في مواجهة الثقافات الوافدة، مع السعي لغرس روح المبادرة والاعتماد علي الذات وروح الابتكار والإبداع والتأكيد علي قيم التعاون والعمل الجماعي والمشاركة. لقد أفرز العقد الأخير من القرن العشرين العديد من المتغيرات الفكرية والثقافية والإعلامية التي يمكن رصدها علي النحو الآتي : سقوط الأيديولوجيات الكبرى وبزوخ عصر المعرفة، حيث تتم إدارة المجتمعات علي أساس التقدم العلمي والإنجاز الفكري والحضاري بدلآ من المعتقدات السياسية الثابتة، وبالتالي إنتهي عصر الاستقطاب الذي جعل من ثقافات الدول النامية ثقافات تابعةلهذا المعسكر أو ذاك. إنتشر مصطلح " العولمة" الذي يشير إلي عملية متشابكة الأبعاد السياسية والاقتصادية والثقافية والتكنولوجية التي تستهدف دمج المجتمعات والثقافات والمؤسسات والأفراد في بوتقة واحدة يحكمها النظام الرأسمالي الحر والسوق العالمية الموحدة. وقد اختلف المحللون لظاهرة العولمة اختلافآ شديدآ، فمنهم المفتونون بالحضارةالغربية بوجه عام وتميزها في الإنتاج المادي، وجمع المعلومات وتصنيفها وتداولها والانتفاع بها، وهناك أيضآ الكارهون للعولمة، حيث يرون أنها تعكس نوعآ من الهيمنة السياسية، والاستغلال الاقتصادي، والتنكر للأديان، وتهديد الهوية الوطنية للدول والشعوب الأخرى. وقد ظهر ما يسمي " بالمواطنة الكوكبية" نتيجة تدفق الأنماط الفكرية والثقافية عبر وسائل الاتصال الجماهيرية وشبكة المعلومات الدولية. كذلك تغير المفهوم التقليدي للأمية، إذ أصبح الجهل لا يقتصر علي تعلم مهارات القراءة والكتابة، وإنما بات مرادفآ لعدم القدرة علي استخدام التقنيات الحديثة، وعدم الوعي بالأفكار والأحداث المطروحة علي الإنسانية في لحظة، وهو الوعي الذي يتلقاه المواطن عن طريق وسائل الإعلام ووسائط شبكات التواصل الاجتماعي الرقمية . وللحديث بقية ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *