أخبار عاجلة

د.حسن عماد مكاوي يكتب… وسائل التواصل الاجتماعي وتحليل المشاعر (٢-٣)

يعد مجال البحث في تنقيب البيانات وتحليل المشاعر أحد المجالات البحثية متداخلة التخصصات، حيث يرتبط بفروع معرفية مختلفة مثل معالجة اللغة الطبيعية، وتنقيب النص، واللغويات الحاسوبية، واستخراج البيانات والتعلم الآلي، وتحليل الشبكات الاجتماعية، وعلم الاجتماع، والإعلام، والإحصاء والرياضيات.. تم استخدام مصطلح “البيانات الكبيرة” لأول مرة في منتصف تسعينيات القرن الماضي للإشارة إلي معالجة مجموعة البيانات الضخمة وتحليلها، تلك البيانات التي تتميز بثلاث خصائص هي: ضخامة حجم البيانات، والسرعة العالية، والتنوع في الأنماط والأشكال. ويستخدم مصطلح “تنقيب البيانات” أو اكتشاف المعرفة من البيانات كمصطلح شامل يصف العديد من الأنشطة والتقنيات لاستخراج البيانات من المعلومات التي تشتمل علي تجمعات ضخمة، ومستودعات للبيانات، والتحليل الإحصائي، وتقنيات التعلم الاستنتاجي، أي أن تنقيب البيانات عبارة عن مجموعة من الآليات التقنية لاستخراج المعلومات التي لم تكن معروفة مسبقآ من قواعد البيانات الكبيرة. أما “تحليل المشاعر” والمعروف أيضآ ” باستخراج الرأي” فهو المهمة الأساسية لتصنيف النص آليآ أو تلقائيآ، وتحديد ما إذا كان اتجاهه إيجابيآ أم سلبيآ أم محايدآ حيال موضوع ما، ويهدف تحليل المشاعر إلي تحديد اتجاه المستخدم أو المتلقي فيما يتعلق ببعض الموضوعات، أو قطبية السياق الكلي للنص لتقدير اتجاه مشاعر مؤلف النص ذاته. ويختلف تحليل المشاعر sentiment analysis عن تحليل العواطف وتصنيفها Emotion analysis فالمشاعرتعبر عن آراء الأشخاص بشأن موضوع ما “فيلم أو منتج جديد” ويكون إما إيجابيآ أو سلبيآ، بينما تحليل العواطف يصف الشعور الأكثر عمقآ للشخص مثل عواطف :الحزن- السعادة- الغضب. وتتمثل الوظيفة الرئيسية لتحليل المشاعر في تحديد ما يفكر فيه الناس، واستخلاص وجهات نظرهم حول موضوعات معينة باستخدام التكنولوجيا، إذ يقلل تحليل المشاعر إلي حد كبير الحاجة إلي مسح أعداد كبيرة من المستندات لاستخلاص الآراء. كان مجال الأعمال التجارية هو الأسبق في الاهتمام بدراسات تنقيب البيانات، مدفوعآ بهدف استخراج بيانات معينة لتطبيقات الأعمال من خلال تحليل الأنشطة التجارية التاريخية المخزنة علي شكل بيانات ثابتة في مستودع قواعد البيانات وذلك لتحقيق عدة أهداف، منها الكشف عن أنماط واتجاهات معلومات تجارية استراتيجية لم تكن معروفة من قبل.
وفي السنوات الأخيرة زاد استخدام “تحليل المشاعر” من جانب شركات العلامات التجارية ” براندنج”، وشركات التسويق والإعلانات. ولم يقتصر استخدام تحليل المشاعر علي الشركات التجارية فقط، وإنما امتد استخدامها إلي كثير من السياسيين والأكاديميين والمؤسسات الإعلامية والجمعيات الخيرية لخدمة أهدافهم الخاصة. ويمكن إجراء تحليل المشاعر من وسائل التواصل الاجتماعي عبرعدة مستويات سواء علي مستوي المستندات الكاملة، أو الجملة، أو الكلمة، كما تتضمن عملية استخراج الرأي أربع مراحل أساسية : المرحلة الأولي اختيار القنوات الإعلامية أو المواقع المستهدفة لتجميع البيانات منها، وتتيح بعض المواقع مثل تويتر وفيس بوك واجهة برمجة تطبيقات مفتوحة للوصول إلي بياناتها وجمعها، ويتم في المرحلة الثانية تهيئة البيانات التي تم جمعها باستخدام معالجة اللغة الطبيعية، وهي تقنية حاسوبية تعمل علي تحليل النص وتفسيره وتقييمه من أجل التحليل اللغوي، ويتم في المرحلة الثالثة تطبيق تحليلات استخراج الرأي علي البيانات المؤهلة باختيار أدوات التنقيب المناسبة، وتتمثل المرحلة الرابعة في عرض نتائج التحليل باستخدام مخرجات مرئية مثل الرسوم البيانية…وللحديث بقية..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *