أخبار عاجلة

ابراهيم الصياد يكتب… صناعة الكذب! ( 1- 2 )

لاشك أن التطور الهائل في الاتصال الجماهيري او الجمعي سمة يتميز بها القرن الحادي والعشرون غير أن احد آثاره الجانبية ما يمكن ان نسميه صناعة الأخبار الكاذبة ويمكن القول ان هذا الاثر ليس أمرا عفويا او صدفة في المجتمعات الحديثة، إنما هو عملية ممنهجة و مقصودة بهدف تزييف وعي المتلقي، وأعتقد انه بيت القصيد فيما يحاول البعض في مصر القيام به، لتصوير مزعوم عن حالة من عدم الاستقرار عن طريق ما يسمى «الكتائب الإليكترونية» للجماعات الإرهابية والمارقة، في مواقع التواصل الاجتماعى تحديدا، ودعونا نبدأ من صانع الرسالة الاعلامية نفسه في وسائل الإعلام لأنه المستهدف حتى يصبح أداة تقوم بترويج الاخبار الكاذبة بقصد او بدون!
من الأخطاء الجسيمة التي يقع فيها بعض صانعي الرسالة الاعلامية، خاصة في مجال الانتاج الاخباري، عدم التدقيق في عملية جمع وانتقاء الاخبار والسعي الى الحصول على ما يسمى الانفراد في نشر او اذاعة الخبر، بغض النظر عن موثوقية مصدره ومن الخطورة بمكان أن يلجأ أحدهم لمواقع التواصل الاجتماعي للحصول على اخباره وموضوعاته، حيث إن هذه المواقع غير مسيطر عليها حتى الآن بأطر موضوعية كاشفة، ولهذا لا يمكن اعتبارها مصدرا موثوقا فيه للحصول على المعلومات الموثقة، ويرجع ذلك من وجهة نظري، الى ستة أسباب:
أولا – لا توجد ضوابط مهنية وقانونية تتحكم في عملية النشر على هذه المواقع ويصبح كل ما هو مطلوب من المستخدم، هو وجود حساب وبريد اليكتروني للناشر، وكثير من الاسماء الموجودة في مواقع التواصل، يمكن ان تكون وهمية كما ان قواعد التأمين او الخصوصية لا تشترط ان يكون اسم كاتب الرسالة حقيقيا حيث ان الاسماء المستعارة لكثير من الحسابات، اكثر من الأسماء الحقيقية!
ثانيا – الناشر والمتصفح المستخدمان لهذه المواقع موجودان في فضاء افتراضي شكلته طبيعتها الإليكترونية فقبل ان نعرف الثورة الاتصالية في التسعينيات وقبل تويتر وفيسبوك كان التواصل مباشرا وبسيطا بين الافراد، يتم في عالم حقيقي من خلال نظام البريد العادي والاتصالات الهاتفية مثلا، ويسهل فيه كشف ناقل الأخبار الخطأ او الكاذبة fake news، وتعتمد وسائل الاعلام على المصادر التقليدية للخبر مثل المراسل ووكالات الانباء.
ثالثا – لا تنطبق شروط صحة المصدر الإخباري، على هذه المواقع التي تتحدد في ان يكون المصدر معروفا، من حيث الزمان والمكان والوظيفة، ومؤهلا مهنيا للقيام بمهمة نقل الاخبار، وان تكون له سوابق أعمال تبني مصداقيته لدى المتعاملين معه، ومن هنا نحن نصبح امام مصدر موثوق فيه، وقد يكون المصدر فردا مثل المراسل او مؤسسة مثل الوكالة، وغالبا ما يكون المصدر خاصا اي لا يتعامل إلا مع جهة واحدة، أما وكالة الأنباء فتتعامل مع جهات متعددة ويتحقق الانفراد من خلال المراسل الخاص، أما الانفراد عن طريق الوكالة فيتحقق من خلال السرعة في النشر او الاذاعة أو السبق، وفي كل الاحوال يجب ان تكون الأخبار صادقة، ونواصل في الاسبوع القادم متابعة اسباب عدم اعتبار مواقع التواصل الاجتماعي من مصادر الاخبار الموثوق فيها!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *