أخبار عاجلة

تمارا سعد تكتب.. أنت عفوى إذن انت جميل !

الشخص الذى يعنف نفسه لدرجة مرضية، بهدف الحرص على كلامه وافعاله ومظهره ، فى الغالب  يمتلك خيالا مريضا، ملىء بالإسقاطات، وبالتالى يقضى معظم اوقاته يعادى فى شفافيته ، خوفاً من ان إحساسه الصادق  يفضح زلاته ونظراته. وهنا نقدر ان نبرهن على ان من يستنكر شخصيته هو من يرفض عفويته ! . خوفا من اللاشعور ان يقفز فى الظهور،  ويكشف اثناء حديثه عن نزعاته المعادية لمن حوله ، لذا يستخدم مزيد من الأقنعة أملا فى الوصول الى القلوب ! .
وهنا يجب علينا التركيز على صحيح الإنسان:-  من خلال نظرية هنرى ميلر بــ “أن النضج يكتمل عن طريق التصرف بتلقائية وعفوية دون التقيّد بقوانين معيّنة”. 
لذا لابد لنا ان نحترم التلقائية حيث العفوية. لندرك اهميتها ومعانيها الحقيقة ،  اخذين فى اعتبار ان تصالح الشعور مع اللاشعور يصل بنا الى عفوية ناضجة ، تساعدنا لأن نتذوق متعة الحياة بشخصية واعية .
وعليه وجب التحذير بأن :- المزيف لا ينسجم مع  العفوي ! ، والعفوي لا يتقبل المزيف ! ، وهذا هو السبب الرئيسى وراء معظم الصرعات .   المزيف يعادى نفسة ومن حوله، ويعانى من صراعات تصل به الى الأرهاق، وفى بعض الأحيان تتطور الى هرطقات.  وعلى العكس تماما نجد ان العفوى محب للحياة ، يتمتع بحفاوة فى الترحاب ، ناضج يرى الدنيا بوضوح وواقعية ،  يعرف قيمة عقله الواعى وقدر عقلة الباطن، مدركا أهميتهم فى التعبير عن مشاعره الواعية الصادقة.
 الشخصية العفوية شخصية ساحرة ومبدعة ، وفى أغلب الأحوال تنقش ملامحها فى الوجدان ، لتصبح صعبة النسيان،  قدوة تتزين بملامح جميلة الصفات :- 
فالشخص العفوى  قبل ان يكون امين مع  الأخرون هو امين مع نفسه  لذا فهو دائما يتصف بــ ” الأمانة ” مما يشجع من حوله فى الإعتماد عليه فى تحمل المسئولية . عفويته الواعية تظهر على شكل شفافية لها قدرة بلا قدرة لا تقف امامها حواجز و ليس لأنجازاتها  سقف . 
الشخص العفوى حقيفى لذا يتمتع  “بالثقة بالنفس”. ونرى هذا بوضوح  عندما يمتلك أدوات التعبير عن ذاته ،  من خلال تعبيرات بسيطة تحمل فى طياتها معانى راسخة وعميقة ،  منهج حياته يظهر فى السهل الممتنع، واثق فى نفسه وملىء بالتلقائية  وعليه هو ليس بحاجة ان يفكر كثيرا قبل ان يتكلم . 
التلقائى إنسان “صادق”  فى عفويته تظهر حقيقته ، متجسدة فى  ملامحه المريحة، التى لا تخذل من حولها ، وهذا كافى بأن يجعل لديه القبول ومن ثم السيطره على القلوب .  
كل من يتعايش  بالعفوىة الناضجة  يتمتع “بأعلى مراحل الصحة النفسية” . دائما متفائل ، محبوب ، مرن ،  لم ينل منه الإكتئاب او الملل ، سريع البديهة ملاحظاته هامة ، يعبر عن الاراء العقلية  ذات الثقل بطريقة بسيطة سلسة، صدق نواياه يدركها الأمير ويستوعبها الغفير، مؤثر على كل الأصعدة ، يصلح ان يكون شخصية قيادية خارج المنافسة.     
وأخيرا …. كل شخص مختلف عن غيره، متفرد فى ذاته ، ولكن يوم ان يصل المرء ان يحقق ذاته ،  تصبح شخصيته اصلية صعبة الكسر، تعتمد على قدرات واعية، ومن ثم يشار عليها ويقال عنها انها شخصية استقلالية ، تستطيع ان تتطور فى كل موقف للأفضل، تعرف طريقها وتمتلك أدواتها .  تتفتح لها الأبواب معربة عن الترحاب بملامحها الإيجابية، قوية فى التأثير ، ومن ثم امتداد واستمرارية ، كل من يقابلها يتجرد من الخوف ويحترم التلقائية و ما لها من جاذبية تصل بنا الى عفوية ناضجة. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *