أخبار عاجلة

د.أحمد عبدالله يكتب.. معركة الوعي !

أمارس مهنة الطب النفسى منذ ما يقترب من الثلاثون عاما واربعة ، فى السنوات الاخيرة كنت ارى ارتباط الطب النفسي واسهاماته في مناحٍ كثيرة ومجالات عديدة فى الحياة كالصناعة والتجارة والرياضة والسياسة وغيرها ، واصبحت ارى أن الطب النفسي لاينبغي أن يقتصر دوره على علاج المرضى فقط وأنه من الواجب أن يتجاوز ذلك ويكون له دورا مجتمعياً تنموياً … وقائيا وتوعوياً وتطويرياً .
من ناحية أخرى ما مررنا به في السنوات الاخيرة على جميع المستويات يؤكد أن الازمة الاعظم التي نعاني منها هي الانسان المصري نفسه ، أزعم ان الانسان المصري يعانى من اضطراب في الوعي  فاما تخلف وعيه تماما عن ركب الحضارة أو تشوه وزُيِف أو غائب الوعي اساساً ( الاَّ من رحم ربي ) . وإذا كانت الحضارة هي الانسان أولا فإن المشروع التنموي والاستثماري الأول والمبدئي لبناء حضارة هو ” بناء الانسان ” ، لذا أرى ان معركة التحضر يجب أن تبدأ ب ” تحديث ” أو ” اعادة بناء ” وعي الانسان المصرى حتى يستطيع النهوض بالوطن ليواكب حركة التقدم والتطور العالمي المستمرة ويتمكن من تبوأ درجات أعلى فى سلم الحضارة ، وبدون اعادة بناء – او تحديث – وعي الانسان المصري لا أمل فى تجديد خطاب دينى ولاثقافي ولاعلمي ولا اعلامي ولا سياسي ولا مشاريع عملاقة او صغيرة . وهنا يتجلى دور الطب النفسي بل وواجبه الوطني والانساني ليسهم فى هذه المعركة .
ومن هذين المحورين شرعت منذ حوالي عام ونصف فى عمل بعض الندوات تحت عنوان : نحو ثقافة نفسية لتصحيح مفاهيم مغلوطة عن المرض والمريض والعلاج النفسي ، والتوعية بشكل عام . واليوم أعود مستكملا المسيرة بعد توقف ليس بالقصير وبعد أن صارت الرؤية أكثر وضوحا فيما ينبغي أن أحمل ( على صعوبته ) فأبدا بالحديث عن اللبنة الأولى فى البناء الانساني ” عالم الطفولة والمراهقة ” الذي نعرفه ولانعرفه ، فالاطفال والفتيان هم شباب الغد ورجال المستقبل ، وبهم وعلى شاكلتهم سيكون شكل الوطن . ألقى الضوء على عالمهم فى محاولة لفهم مايدور بداخله علنا ندرك كيف نتفاعل معهم ونعرف ماينبغي ومالاينبغى ان نربي أولادنا عليه طامحين فى أجيال أكثر سواءاً ورُقِيَّاً  .

موعدنا الخميس 27 سبتمبر الساعة 6م بمكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك “صالون د. احمد عبدالله الثقافي الاول”… أسأل الله التوفيق.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *