أخبار عاجلة

إبراهيم الصياد يكتب… إسرائيل والآقصى والضعف العربي !

رغم أنني لست من المحبذين لمنهج نظرية المؤامرة في التحليل السياسي إلا أن هناك فعلا مخططا يسعى منذ عام 2011 الى تفتيت العالم العربي وتواكب هذا المخطط مع  عوامل وفرت بيئة مناسبة لتنامي عناصرالصراع العربي العربي منها على سيبل المثال لا الحصر   تنحي الفكر القومي العروبي ونشر أفكار انعزالية تساعد على تغليب المصلحة أحادية الجانب  بما يجعل كل دولة تحاول مشاكلها بمعرفتها دون الحاجة للتعاون الجماعي ما آدى الى إختلاق الأزمات الاقليمية وفي الوقت نفسه تكريس أطماع أطراف غير عربية تحاول  فرض هيمنتها على المساحة الممتدة من الخليج العربي الى المحيط الاطلسي !
ومن بين هذه الاطراف  بالطبع ايران التي تعمل  بشتى الطرق على إحياء مشروعها الفارسي الذي يقابل فكرة القومية العربية التي اصبحت اثرا بعد عين ومن اهم ادوات التحرك الايراني  تعميق الهوة بين الشيعة وأهل السنة رغم التعايش بين الجانبين لقرون عديدة ولم تكن الخلافات المذهبية في يوم من الأيام سببا للصدام  إلا بعد أن قرر حكام طهران تسييس  هذه الخلافات والترويج لفكرة الصراع السني الشيعي بالباطل .
وخلال السنوات الأخيرة وبعد ما استقر في أدبيات الفكر السياسي مصطلحات نظرية الفوضى الخلاقة والشرق الاوسط الجديد وحروب الجيل الرابع حاول البعض إعادة رسم خريطة الوطن العربي بشكل يختلف عن الخريطة التي درسناها في الستينات والسبيعنات  من القرن الماضي وتعتمد الخريطة الجديدة على نشر بؤر التوتر وتفجير المنازعات الإقليمية  ولهذا لم يكن مستغربا أن تسيطر حالة عدم الإستقرار على بعض  الدول العربية مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا الى حد انهيار كامل في كثير منها لمفهوم الدولة .
ولا شك أن تفشي ظاهرة الإرهاب في المنطقة العربية كان احد عناصر المخطط المشار إلية وبالتالي تورطت أطراف دولية وإقليمية في تبني توجه يغذي روافد الظاهرة بالمال والسلاح والعتاد والأفراد حتى ولو أعلنت هذه الاطراف عكس هذا التوجه ومنها دويلة قطر  وغالبا ما نلاحظ في إدارة العلاقات الدولية في القرن الحادي والعشرين أن السياسات المعلنة لا تعبر عما تبطنه بعض الدول والحكومات من أهداف 
وقد ساهمت كل هذه العوامل مجتمعة في توضيح معالم الخريطة الجيوجرافية للوطن العربي ما اتاح الفرصة لبيان حجم الضعف الذي وصل اليه العرب وإنعكس ذلك على رد الفعل الإسرائيلي الذي إستغل هذا الضعف وباشر ممارساته التوسعية الإستيطانية والقمعية للعرب في الأراضي المحتلة واصبحت الدولة العبرية الأكثر استقرارا في المنطقة ومن الملاحظ ان  هذا الإستقرار يزداد كلما اشتدت الأزمات العربية ووتحولنا من صراع عربي اسرائيلي الى صراع فلسطيني اسرائيلي ثم عربي فلسطيني واخيرا صراع عربي عربي    ما يعطينا إجابة صريحة عن ضلوع إسرائيل فيما يحدث في عالمنا العربي من عدم استقرار وانتشار المنظمات الارهابية وفي مقدمتها تنظيم داعش !. 
كلمة أخيرة لابد منها هل يمكن للتنظيم الإقليمي العربي المتمثل في جامعة الدول العربية أن يقوم  من كبوته ليعيد صياغة نظام سياسي عربي جديد ؟ 
اتصور أن في إمكانه تحقيق ذلك اذا أدرك أبعاد المؤامرة وتصدى لها وعمل على إزالة أسباب الضعف العربي وهذا له حديث قادم باذن الله  !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *