أخبار عاجلة

الخاشية من كلام الناس

   تنبع سعادة الإنسان وراحته من قدرته على التكيف مع البيئة المحيطة والأشخاص، وليُشبع حاجاته عليه أن يتفاعل إيجابياً في علاقاته، أما الأشخاص الذين يعانون من الخوف من الناس فستكون لديهم مشكلات في التكيف، مما يؤدي إلى عدم شعورهم بالسعادة وممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي وأداء مهماتهم كما يجب.
  ساعات قد نضطر إلي القيام بأفعال لا نريدها ونتبنى آراء لا نؤمن بها حقيقة ونقول أشياء لسنا مقتنعين بها فقط بسبب الخوف من كلام الناس وقد نلجأ إلى تلوين الحقائق واختلاق أكاذيب دفاعية نحصن بها أنفسنا من أقاويل الناس التي تنهش لحمنا وسيرتنا من دون رحمة، ونقنع نفسنا فيها فإذا كان كلام الناس لا يقدم ولا يؤخر كما يفترض فلماذا نعمل له كل هذا الحساب هل نستطيع أن نفصل أنفسنا عن الناس ونحن من الناس. 
 أن الخوف المستمر من كلام الناس يقود إلى التردد في اتخاذ القرارات ، وان المراة كلما فكرت في كلام الناس حول طريقة لبسها أو تصرفاتها، تنتابها موجة من التردد وعدم الثقة فى نفسها .
   هذا وأن كلام الناس قد بات عقدة وهاجسا يدوران في أغلب المجتمعات فالمطلقة تخشى كلام الناس والأرملة و البنت والأم والجدة كما أن كلام الناس أصبح يؤثر في اختيار شريك وشريكة الحياة، وكذلك الأصدقاء.
فمن هم الذين يخاف من كلامهم؟ ولماذا وصل الخوف منهم إلى هذه الدرجة؟ وهل من المعقول أن يضطر الانسان لفعل أشياء لا يرغبها من أجل إرضاء آخرين لا يعرف عنهم إلا كلامهم؟
  ووفقا لخبراء علم النفس أن كلام الناس يمكن أن يدرج في علم النفس تحت مسمى (التلاعب النفسي) وهو نوع من التأثير الاجتماعي الذي يهدف إلى تغيير سلوكيات أو اعتقادات أو أفكار الأفراد من خلال الأساليب الملتوية وذلك لخدمة مصالح المتلاعب الذاتية.
 مع اختلاف أهداف مختلقي الكلام والثرثرة إلا أن من أبرزها حب السيطرة والفراغ والحقد لبعض فئات المجتمع أو حتى المجتمع ككل، كما ان سمات الفرد الشخصية تلعب دوراً مهماً في مدى تصديقه واقتناعه بما يقال .
ووفقا لعلماء الاجتماع بالرغم من ان كلام الناس خاصية بشرية يتميز بها الكثير من المجتمعات الشرقية والغربية على حد سواء ولكن في مصر نجد أن هذا الكلام ينتج من الفراغ .
 فالمصريون يتأثرون بكلام الناس ويضعوه مرآة نصب أعينهم، وهذه قد تكون نقطة إيجابية في حال إذا كانت أخلاقيات المجتمع سليمة فوقتها يكون النقد (كلام الناس) بناء لا لمجرد النميمة والذم وبذلك سوف تظهر هذه الأخلاقيات الحسنة أفضل ما عند المصريين من شيم طيبة ولكن للآسف كثير منا لا يلتزم بهذه الأخلاقيات الكريمة. 
   لذلك وجب على  الآسرة والمدرسة ان يزرعوا فى وجدان الابناء عدم الخوف من كلام النـاس لما له من اثار سلبية و يجب ايضا توعيتهم بألا يقوموا بأعمال تخالف القيم الدينية والأخلاقية وأهمية التريث فى اتخاذ القرارات وإعمال العقل  وعدم التهور والتسرع بالحكم على الأشياء.
 كما تعد وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة مصدراً مهما من مصادر التوجيه والتثقيف في أي مجتمع وهي ذات تأثير كبير في جماهير المتلقين المختلفين، المتباينين في اهتماماتهم وتوجهاتهم ومستوياتهم الفكرية والأكاديمية والاجتماعية ، وهذا ما يكسبها أهميتها في عملية بناء المجتمعات، ويمكن الزعم بأنها احد العناصر الأساسية في المساهِمة في تشكيل ملامح المجتمع وإذا كان دور وسائل الإعلام في أي بيئة مجتمعية يتحدد بالأثر الذي تستطيع أن تحدثه فيها لذلك يتعين ان نستخدمها فى نشر التوعية بمخاطر تلك القضية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *