جريدة أحوال مصر
تمويه الحقائق وظاهرة الإعلام المبرمج ووسائله السريعة الإنتشار تضعنا أمام حقيقة واضحة أنّ الحقائق اليوم قد يتم تمويهها وتوجيهها ولمعرفتها قد يكون الطريق الأمثل هو البحث عنها وراء الستار ومن خلال الحدث .
لا يؤثر إنخفاض سعر اليورو على اقتصاد دول أوروبا الصناعية التي تعتمد كثيراً في اقتصادها على التصدير والسياحة الخارجية . ولقد كان خروج بريطانيا من أوروبا الموحدة ضربة قوية جعلتنا نفكر ملياً إذا كانت ضربة مخطط لها مسبقاً وظهرت عدة تساؤلات في هذا الخصوص منها على سبيل المثال بماذا خرجت بريطانيا من معلومات ودراسات تمكنت منها ثم انسحبت في الوقت المناسب تحت صورة إستفتاء شعبي وماذا كان الدور الذي كلفت به .
أسئلة كثيرة تطرح نفسها اليوم بل هي حقائق أيضاً على رأسها هل يتم إستغلال الإرهاب لتحقيق أهداف معينة بعد أن تشبعت العقول بمواقف مرعبة نسبت إلى الإرهابيين من العرب والمهاجرين وهل يلعب تأثير الإرهاب دوراً مهماً اليوم في السياسة العالمية بشكل عام والأوروبية بشكل خاص . هل بدأ يؤثر مثلاً على أصوات الناخبين وتوجهاتهم . هذه أسئلة هامة تتبع ما نراقبه من أحداث فلا حدث يترك أثراً بالغاً يحدث عفوياً . هذا يجعلنا نفكر بالسياسة القادمة في منطقة الشرق الأوسط وهل ستدخل فرنسا بعد فوز اليمين بانتخاباتها الرئاسية في مرحلة الحرب القادمة على سورية . هذا كله إن حدث بالفعل سيقودنا إلى أنّ هناك اختراق ما يحدث للسياسة الأوروبية المحايدة التي تعلنها أوروبا من وقت لآخر وبأنها لن تكون طرفاً مباشراُ في أية حرب قادمة في الشرق الأوسط ويعيد لنا مشهد الانتخابات الرئاسية الأمريكية وتصريحات ترامب بأنه سيعمل على سياسة سلمية مع روسيا ثم تبدّل سريع وخطير في موقفه هذا بعد فوزه بالرئاسة . فهل نحن أمام تشابه يعيد لنا نفس الحدث ولكن هذه المرة يخرج علينا من فرنسا . وماذا سيكون تأثير هذا كله على مسار الوحدة الأوروبية نفسها وعلى خططها المستقبلية . سننتظر ونرى .
