أخبار عاجلة

نجوي ابراهيم تكتب… الاختيار السيئ !!

 يعتبرالزواج نقطة تحول مهمة في حياة الإنسان فهي المرحلة التي تنقل الإنسان من مرحلة العزوبية إلى مرحلة الشراكة الحقيقيّة مع نصفه الاخر ويختلف الناس فيما بينهم في كيفية الوصول إلى هذه المرحلة، فمن الناس من يسلك الطّريقة التقليدية في البحث عن الزوجة حيث تتولى الأم هذه المهمة ، بينما يفضل آخرين أن يبحثوا بأنفسهم عن شريكة حياتهم، وفي كل الأحوال تكون مسألة الزواج عبارة عن اختيار ونصيب وقدر،و لكن كيف يتم التوفيق بين الاختيار ونصيب الإنسان وقدره المكتوب مسبقا.  
وأهم ما يجب على المقبلين على الزواج اتباعه هو دراسة الطرف الآخر جيدا وعدم الاستعجال، وجمع المعلومات عن شخصية الشريك المحتمل، سواء السلبية أو الإيجابية، وتقرير إذا ما كان يمكنه التعايش مع السلبيات والعيوب والتغاضي عنها أم أنها من شأنها أن تعطل مسيرة الزواج.
 فيجب على المقبل على الزواج أن يكون واضحا مع نفسه وأن يفكر جيدا وأن يكون هناك استعداد متبادل لقبول تناقضات وعيوب الطرف الآخر(رجل – امرأة).
 وتشير بعض الدراسات أن من بين الأسباب الرئيسية للطلاق هوالتسرع أو سوء الإختيار بمعنى أن الإختيار لا يتم على أسس صحيحة من كلا الطرفين مما يسبب مشكلات كثيرة قد تصل إلى الطلاق، أو عدم نجاح الأسرة وعجزها عن تحقيق الأهداف التي أرادها الخالق منها، وفي مقدمتها تحقيق السكن والمحبة والوئام والطمأنينة.
 كما أن أغلب أسباب الطلاق في السنوات الأولى هو التسرع والإختيار السيئ وعدم التأني في قرار الزواج منذ البداية وهذا ما يضر بالزوجين مستقبلا، وغالبا ما ينتهي الأمر إلى الطلاق وإذا استمر الزواج دفع ثمنه أحدهما أو الأبناء، وهنا تأتي الأزمات النفسية، ومنها الإحباط والاكتئاب والشعور بعدم القدرة على التكيف مع المجتمع المحيط.
  كما أن الضغوط الاجتماعية تشكل عاملاً أصيلاً في اختيار شريك الحياة بالإضافة إلى ربط الزواج بسن معين في المجتمع، وعدم التأهيل أو الإدراك الكامل لحجم مسؤولية الطرفين يساهم في التشويش على الاختيار كما أنه يفرض انماطا سلوكية على الطرفين غالبا ما تدفعهما إلى التضليل والكذب والغموض وعدم المصارحة، مما يضاعف من احتمالات وقوع الطلاق.
 ومن اكثر الاخطاء التى يقع فيها الخاطب احيانا التركيز على بعض صفات محددة وينسى بقية الجوانب المهمة فى المخطوبة، وكذلك عدم الاهتمام بالسؤال عن الخاطب احيانا رغبة فى سرعة تزويج الفتاة ، ومما لا شك أن شعور أحد الزوجين بأنه مقبل على شريك حياته تحت ضغط بعض الظروف الاجتماعية أو غيرها، أو أن هذا الزواج قد فرض عليه فرضا عن طريق الأسرة مثلا، يقلل كثيرا من فرص التكيف المنشود بين الزوجين منذ اليوم الأول.
 ومن بين الأمور التي تسهم في توجيه الشباب والشابات نحو الاختيار السليم في الزواج هو إدراك أهمية الأسرة ودورها في المجتمع، وأثرها على نجاح كل من الشاب والفتاة في حياتهما المستقبلية ، وهذا يتطلب توعية الجنسين بهذا الأمر ، ضرورة التوعية بالثقافة الحقوقية الواردة فى الاحوال الشخصية ، وهذه التوعية يجب أن تتدرج في المراحل العمرية المختلفة كما يجب أن تتضمن المناهج الدراسية الموضوعات المتعلقة بالأسرة وأسس بنائها، وبمتطلبات الزواج وأهدافه ويجب أن تحتوي هذه البرامج التوعية على أساليب الحوار، وفهم النفسيات، وكيفية التعامل مع الطرف الآخر، وإدارة الأسرة، وميزانيتها، مع توضيح الجوانب الاجتماعية والشرعية التي توضح واجبات وحقوق كل من الزوج والزوجة.
ومن المهم أيضا توفير برامج وطنية تسهم بها المؤسسات الرسمية والأهلية في نشر مثل هذه التوعية وكذلك مساهمة وسائل الإعلام في هذا المجال وأيضا وجود برامج تساعد الشباب والشابات على إنجاح حياتهم الزوجية وخصوصا في السنوات الأولى من الزواج، وهذا يتطلب تدريب مجموعات من المستشارين والخبراء ليسهموا في نشر هذا الوعي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *