أخبار عاجلة

المفكر السوري نادر عكو يكتب.. الصالونات الثقافية.. والاعلام التثقيفي التفاعلي القريب

من أولى التحديات التي تواجه الصالونات الثقافية العربية هو كيفية تحقيق ثقافة الاعلام التثقيفي التفاعلي القريب……. وصولا الى مجتمع حضاري متوازن فكريا ….
أن النهوض بسوية الأمة العربية ثقافياً …..يتطلب تشكيل واحات ثقافية هنا وهناك لتشع كل منها على بيئتها المجتمعية وصولا الى أمة عربية ثقافية مبدعة تدرك ما يحيط بها من تحديات تعيق تنميتها وانتقالها الى مستقبل تعم فيه الرفاهية والسلام الاجتماعي( وهذه هي المهمة الرئيسية للنشاطات الصالونات الثقافية ).
أن أولى العقبات التي تعيق التفاعل القريب هو الحوار المتبادل بين طرفي الحوار أو الأطراف المتحاوره والمتفاعله مع مضمون وعنوان الحوار .
كيف يمكن للمتحاورين أن يتحاورا بشفافية وعقلانية أذا كان كل منهما تحت تأثير الاعلام الاستباقي الغربي المضلل ؟ 
أذن لا بد للحوار والتفاعل الايجابي مع موضوع الحوار من كسر قيود الاعلام الاستباقي الغربي المضلل الذي هندس لنا نمط نفكيرنا وحدد لنا أتجاهنا ودفعنا الى تحقيق أهداف مسبقة الصنع تحقق مصالح ما فياته الحاكمة …
( نحن لسنا ضد الغرب كشعوب غربية .. لكننا ضد مافياته الحاكمه التي تسرق مواردنا الطبيعية وتستعبد مواردنا البشريه).
فماذا عن ضيف الصالون ( المتحدث الرئيسي )؟ 
المتحدث هو ضيف الصالون المحتفى به ويمتكلك من خزائن العلم والمعرفة ما يخوله أن يكون متحدثاً أمام ضيوف الصالون من الذين أتوا الى تلقي العلم والثقافة وأنواع الأدب بحريتهم وطواعية ..
المتحدث لا بد أن يحدد المحاور التي يتحدث عنها خلال الندوات او الأمسيات في الصالونات التي تستضيفه 
محدد الكلام والمعاني….دون شطط في العبارات التي تؤرق المتلقي ( عبارات مبهمة مكرره ).
فقيمة المتحدث تتمثل في قدرته على تقديم ما عنده من علم ومعرفة بطريقة حديثة لم يسبقه أحد قبلها … وهذا ما يجعل المتلقي منجذبا اليه وقادراً على حفظ ما يسمعه من المتحدث وقاداً على نقله الى الآخرين في المجتمع …
وفي هذا المجال فأن تكرار المتحدث لعبارات سمعناها من وسائل الاعلام أو قرأناها من الكتب تجعلنا نشعر بأننا نسمع أشياء مكررة يضيع معها وقتنا سداً …الانسان بطبعه لا يحب التكرار …..
من هنا لا بد أن يكون الفكر وطريقة الالقاء التي يقدم من خلالها المتحدث طريقة حديثة تتناسب مع الحداثة وبنفس الوقت مع الأصالة وفق زمن محدد يتناسب مع قدرة المتلقي على الاستماع .
فماذا عن الضيف المتلقي ؟ 
ليس المهم من يجلس على المسرح ويتحدث …
الكل مشارك في عملية أنتاج ثقافي مشترك … أن كان من خلال الاستماع أو التحدث … فهما متكاملان ومتضافران …
فيمكن أن تكون مشاركة المتلقي بالحوار وفي عملية الحوار بطريقة حضارية أذا طلب منه التعليق أو المداخله …
وفق ذلك فلا بد من الاختصار المتناهي وتقديم مداخلة ذات معنى وبكلام مفهوم غير مبتذل ..ولابد أن يأخذ بالاعتبار أن مداخلته لابد لها من زمن كاف للتفاعل معها من قبل المتحدث الرئيسي والمتلقين الآخرين .
كما أن المتحدث لا يتطلب منه الاجابة الآنية على أي أستفسار من المتلقين حتى لا يحدث خروجا عن أسياسيات الحوار والوصول الى المجادله …
ويمكن أن نقدم حالة نموذجية رائعه للاعلام التثقيفي التفاعلي التي تمت في ملتقى الهناجر الثقافي بدار الأوبرا المصرية وموضوعها نوبة صحيان والتي أدارتها الدكتوره ناهد عبد الحميد وكان فارسها المفكر الكبير سعد الدين الهلالي …
حيث أبدع الهلالي في تقديم فكره وخبرته الى المتلقين بأسلوب حديث يخاطب العقل البشري …فكانت الأفكار التي قدمها خلال الأمسية كلها أفكار جديدة حول مفاهيم أستطاعت أختراق عقولنا وأزاحت منها الكثير من الشوائب .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *