جريدة أحوال مصر
الحكم ببطلان اتفاقية تيران وصنافير يثبت صدق استقلالية القضاء المصري وصدق قيامه بدوره دون أي محاولة للتأثير علي احكامه ولأن الحكم ببطلان اتفاقية تيران وصنافير تاريخي فينبغي أن يكون رد فعلنا موضوعيا ولا ننساق خلف المدعين المهوسين المزيفين الذين يستغلون كل مناسبة لخداعنا بوطنية زائفة وملفقة فالحكم أبطل الاتفاقية لكنه لم يفصل بعد في صلب الموضوع الذي هو بوضوح مصرية الجزيرتين أو سعوديتهما.
المزيفون الكاذبون المدعون سيهللون الآن وربما يتهمون سلطة الدولة بالخيانة العظمي وسيقولون لنا : هاهو القضاء الشريف المستقل الشامخ قد أثبت صدق كلامنا في حين أن هؤلاء المزيفين المدعين الكاذبين في مناسبات أخري كانوا يسخرون من القضاء المصري ويتهمونه بالتبعية والعبودية والعمالة.
الوطني الحقيقي هو الذي ينظر لحكم المحكمة بإكبار وإجلال ويحترم سلطة الدولة التي لم تحاول التأثير علي أحكامه ورؤيته بشأن الاتفاقية ثم انتظار الحكم في الموضوع أي ما إذا كانت الجزيرتات مصريتين أم لا.
الوطنية ليست بخبخة وتلفيق وتزييف واستغلال مواقف وإنما الوطنية هي النظر لكل موضوع نظرة موضوعية واعية.
الوطنية فعل وليست مجرد كلام ولا شعارات ، الوطنية فهم لطبيعة دورك الوطني وإدراك لما يمكن أن تؤديه من عمل من أجل الناس من أبناء وطنك حتي لو قمت بأصغر عمل من أجل فرد واحد.
الوطنيه هي إدراك الصواب الذي يفعله الآخرون والعمل علي تنميته وتثبيته وهي في ذات الوقت إدراك لما يجري من أخطاء والوقوف بوعي في مواجهتها والعمل علي تصويبها.
الوطنية ليست خلق جبهات تؤدي إلي الفرقة بين أبناء الوطن الواحد ولا هي افتعال عداوات أو إدعاء بطولات زائفة فالوطنية وعي وحكمة واتزان.
وقد كانت فضية تيران وصنافير فرصة للمدعين المزيفين لاظهار وطنية خادعة وكاذبة تحمل في طياتها حقدا وكراهية ونذالة فلا المنادون بمصرية الجزيرتين ولا المؤيدون لسعوديتهما يمكنهما أن يخدعانا بشعارات الوطنية حيث أن الوطنية الحقة في تلك القضية هي البحث بدقة وموضوعية في الموضوع وتقديم ما يلزم من مستندات جادة سواء في مصريتهما أو خلاف ذلك ثم ترك الأمر لأهل الاختصاص سواء القضاء أو الخبراء أو البرلمان للبت في الموضوع.
فالوطنية ليست هذا الزعيق الكاذب الخادع الذي يريد صاحبه أن يقول لنا أنه أكثر وطنية من بقية أهل الوطن.
كفوا عن تلك الادعاءات المزيفة فمصر لا تحتاج إلي تلك الوطنية الموسمية التي يهرب أصحابها حين يكون الوطن في حاجة إلي من يدفع عنه أي خطر.
