أخبار عاجلة

إبراهيم الصياد يكتب.. “الإعلام.. ومأزق مواقع التواصل الاجتماعي !!”

تراجع  الصحافة الورقية امام الصحافة اليكترونية اصبح  حقيقة اثبتت وجودها لانها سوف تتصدر وتسيطر على اعلام المستقبل وتسمى الصحافة الاليكترونية باسم الاعلام الجديد ونادرا ماتجد صحيفة ورقية هذه الايام ليس لها موقع اليكتروني ينافس في رصد الخبر وعرض الراي وتقديمهما للمتصفح والفارق بين الاعلام المرئي مثلا والاعلام الجديد ان هذا الاخير يقدم ما يقدمه المرئي بشكل آني ولكن بتقنية اسرع بالاضافة الى خيارات اخرى اهمها التفاعل اللحظي مع الحدث واصبح للمتصفح ارادة في اختيار ما يقرأه بعكس التلفاز يدخل كل بيت بلا استئذان وبعكس الصحف الورقية فقدت قدرتها على تقديم الخبر لهذا انحصر الاهتمام بالصحافة الورقية وزاد الاهتمام بالصحافة الاليكترونية عبر شبكة المعلومات الدولية خاصة بين الفئة العمرية مابين 18 عاما والاربعين عاما – فئة الشباب – ولم يعد يحرص على شراء وقراءة الجريدة سوى الاكبر سنا وبشكل متناقص ايضا لاسيما ان اجهزة الهاتف النقالة الحديثة اصبحت تنقل الخبر والراي للمتلقي في اي لحظة  دون انتظار لوقت اذاعتة  او نشره عبر وسائل الاتصال التقليدية مثل الاذاعة والتليفزيون او الصحف !!
بالتوازي مع ما اسميناة الصحافة الاليكترونية هناك مايعرف بمواقع التواصل الاجتماعي او ( السوشيال ميديا ) مثل الفيسبوك وتويتر وما شابهما وبداية لابد أن نفرق بين الصحف الاليكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي في أن الأولى تستند الى ادارة مسئولة او مؤسسة يمكن الوصول اليها والتعاطي معها بعكس الثانية هي مواقع مفتوحة لاترتب التزاما مهنيا او قانونيا والنشر فيها لا يعرف اي سياسة تحريرية وهنا في تصوري مكمن الخطورة فكيف يتم الاطلاع على موضوع منشور ونثق فيه بها لايستند الى مصدر واضح ومحدد ؟ 
وهنا كل خبر ينشر في هذه المواقع هو من الناحية الواقعية يعتبر خبرا كاذبا حتى يثبت العكس وهنا تحتاج عملية الاثبات هذه وقتا    – طال ام قصر –  ويعطي هذا الوقت الفرصة لهذا الخبر او ذاك لكي  ينتشر بسرعة البرق دون انتظار التحقق من صحته  او تدقيقه وبالتالي نحن امام مشكلة لانه بحكم آليات نظرية الاشاعة نجد انتقال الخبر من شخص الى اخر يمكن من ان يضيف له كل متعامل معه ما يترآى له  حتى يتم نسج نوع من التشويق والإثارة للحصول على اكبر عدد من  (اللايكات ) او التعليقات فضلا عن اكبر عدد من المشاركات على اوسع نطاق . 
ونظرا لأن هذه المواقع ليست محلية انما هي متاحة للمستخدمين في العالم كله يصبح الامر اكثر حساسية وخطورة لانه حيث يمنح  الخصوم ميزة يحققون من خلالها مآربهم الأمر الذي  يؤثر بالسلب على المصلحة الوطنية وتحديدا الامن القومي وعليه اذا كان الخبر صحيحا  فانه يصل في شكله النهائي مضخما وبه قدر كبير من التهويل الذي يضر ايضا بالمصلحة العامة ولكن الكارثة اذا كان الخبر كاذبا نجد مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة موقع مثل الفيسبوك مثلا قد اصبح مرتعا لنشر الاكاذيب والاشاعات . 
ومهما كان الخبر بسيطا او تافها فان نتائجه السلببية قد تؤثر بصورة او بأخرى على تكوين العقل الجمعي للرآي العام حيث تنطبق هنا مقولة ” ان معظم النار من مستصغر الشرر ” وفيما يتعلق بتداول الاراء المغلوطة  نرى ان الخطورة تصبح اكبر واعمق لان التاثير يصل هنا الى مستوي تشكيل الوعي وفي ظل عوامل كثيرة منها عدم الدقة والامية الاعلامية و شح المعلومات عدم الاحساس بالمسئولية المجتمعية يصبح هنا الرأي كالرصاصة القاتلة .
من هنا يظل  مجتمع المتلقين المجني عليه في هذه الحالة و بالتالي ليس غريبا ان نجد دولا تعتمد في استيقاء معلوماتها الاستخباراتية من عملية تحليل المضمون للرسائل والمداخلات المنشورة على الفيسبوك ومن هنا نرى انه من الاخطاء المهنية ان يعتمد الاعلاميون على الفيسبوك كمصدر من مصادر الاخبار لانه ليس مصدرا موثوق فيه ولا يستند الى اسس احترافية وتتفق معظم مدارس الاخبار على ان المراسل في الوقت الحالي هو المصدر الرئيسي للاخبار الذي يصنع الانفراد للخدمة الاخبارية في اي وسيلة اعلامية  من  ثم لا مجال هنا للحديث عن اعتبار مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وغيرها ضمن مصادر الاخبار ولكن من الملاحظ ان بعض البرامج الاعلامية تعمل كرد فعل لما يثار في هذه المواقع بل نجد القائمين على اعدادا وتقديم هذه البرامج يتجهون الى تجهيز محتوى برامجهم من رؤى معينة واخبار – بالصح او الخطأ – يتناولها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي حيث يبقى السؤال المطروح هل وسائل الاعلام هي رد فعل لمواقع التواصل ام العكس ؟ المنطق يقول ان مواقع التواصل الاجتماعي يجب ان تكون رد الفعل  لما يثار في الاعلام وليس العكس !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *