أخبار عاجلة

محمد يوسف العزيزي يكتب… “حفيدي.. لا تقرأ التاريخ من يناير2011..!!”

عمار يا مصر…

عمره بدأ قبل 25 يناير بأربعة أشهر .. يعني تقريبا مع بداية تاريخ جديد تعيشه مصر حتى الآن .. حدث فيه ما حدث .. وبدا من المصريين ما بدا .. في أيام قليلة معدودة خرج منهم أحسن ما فيهم.. وفي أيام كثيرة أرهقنا عدها خرج منهم أسوأ ما فيهم.. !
حفيدي.. عندما تكبر وتقرأ وتعي ما تقرأ .. أرجوك لا تقرأ تاريخ هذه الفترة كما كتبها البعض.. فالتاريخ يكتبه المنتصرون من وجهة نظرهم فقط سواء كان النصر حقيقيا أو مزيفا.. تمهل كثيرا وأنت تقرأ التاريخ، وفرق دائما بين من يكتبون الرأي ومن يكتبون التاريخ.. الفرق شاسع وعظيم ! 
حفيدي.. 25 يناير 2011 أطلق عليها الجميع ثورة – في وقتها – لأن الغالبية العظمي اجتمعت علي كراهية النظام في ذلك الوقت وإن اختلفت الأهداف ، وتخلي النظام عن الحكم في لحظة تاريخية ، وبعد أن ظهرت خطوط الصورة لم تستطع تلك الغالبية أن تجتمع علي حب مصر كما اجتمعت علي كراهية النظام .. خرجت خفافيش الظلام تريد إسقاط الدولة كما سقط النظام.. فعاثت في الوطن فسادا وتدميرا ، وانقسم الناس أقساما عديدة كل يعمل وفق أجندة خاصة ، وكل يسعي لتحقيق هدف خاص سواء كانوا أفراد أو جماعات أو منظمات أو ائتلافات .. لذلك فتاريخ هذه الفترة مملوء بالمغالطات ومكتوب بهوي الأنفس .. 
حفيدي.. عندما تختفي علامات الاستفهام الكثيرة، وتجد إجابات للأسئلة الحائرة – التي ما زالت حائرة – اقرأ تاريخ المرحلة واعلم أن لكل فعل أو حدث نتائج وبقدر إيجابية النتائج يكون النجاح، وبقدر سلبيات النتائج يكون الفشل.. لا تعطي عقلك لأحد، ولا تستسلم لكلام منمق مفعم بالمشاعر يحدثك عن عظمة الأشياء والأفراد دون أن تجد له ظلا علي الأرض..
حفيدي.. سيقول لك من كتب تاريخ هذه الفترة أن استفتاء مارس 2011 كان نزيها وشفافا.. لا تصدق، وسيقول لك أن نجاح مرشح الجماعة في الرئاسة كان ديمقراطيا وطبيعيا وبإرادة الشعب.. لا تصدق .. فبعد ثلاث سنوات اكتشفنا – وتأكد إحساسنا – أنها مزورة 
وأن رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية حينها قال كلاما لم ينتبه إليه أحد في بداية إعلان النتيجة وفوز مرسي مرشح الإخوان ( وقد كان أملي وأمل جميع أعضاء اللجنة أن يكون اليوم يوم احتفال بحصاد ما غرسه شعب مصر العظيم الذي أثبت في مواضع الاختبار أنه كفؤ لكل تحدي .. أقول كنت أتمني أن يتم إعلان النتائج اليوم في أجواء احتفالية لا يعكر صفوها شيء بيد أن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه !!) الكلام لا لبس فيه والمعني يبدو جليا للعيان ولكل لبيب !!
حفيدي .. لا تصدق كلام الكثير من النخبة الذين كشفهم الشعب بعد أن باعوا الوطن في سوق النخاسة لولا أن من اشتري كان الشعب المصري الأصيل الذي أدرك الخطر وفهم اللعبة وقرر في ثورة حقيقية استرداد الوطن من خاطفيه..
حفيدي.. لا تصدق ما يكتبه الأدعياء الذين يأكلون علي كل الموائد.. لأنك ستجد كلاما كثيرا عنهم وعن بطولات زائفة صنعوها لأنفسهم ، ولا تصدق من أطلقوا علي أنفسهم أيقونات الثورة لأنهم مع معادلة الوطن تركوا الوطن ينزف وفروا إلي أسيادهم ، ولا تصدق شعارات رفعها البعض كقضايا حق وهي الباطل بعينه !
حفيدي.. لا تصدق شائعات وأكاذيب أطلقوها علي جيش بلدك العظيم ، وافتراءات لصقوها بشرطة وطنك لتشويه صورته ليسقط السيف والدرع منه كما حدث في دول مجاورة لم تعد دول وتحولت إلي كيانات مشوهة ومشوشة وأعلم أنه لولا جيش وشرطة بلدك ما استطعت أن أكتب لك رسالتي 
حفيدي.. قبل أن تقرأ المكتوب في صفحات تاريخ هذه الفترة.. أوصيك أن تسمع من أهل الثقة الذين عاشوا المرحلة وكانوا شهودا عليها.. أسمع من أبيك ومن أمك ، واسمع من أجدادك قبل أن يغادروا الحياة .. فليس كل ما يكتب في التاريخ هو الحقيقة ..
حفيدي.. لك أن تعلم أن الشرفاء في هذا الوطن يمهدون لك ولأمثالك الطريق لتنعموا بحياة أفضل ليس فيها إرهاب جماعة قررت قتل المصريين أو حكمهم لذلك يسقط منهم الشهداء كل يوم.. لذلك تذكر أن في رقبتك دينا لهم هو أن تحافظ علي هذا الوطن ما حييت ولا تبخل عليه بكل غال ونفيس.. 
أخيرا .. لا تقرأ تاريخ هذه الفترة حتى يقول التاريخ الحقيقي كلمته فيها . 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *