أخبار عاجلة

إبراهيم الصياد يكتب.. “فوضى عشوائيات الإعلام..!!”

اعلامنا المصري في القنوات الخاصة مشغول بنشر الفضائح وخلق المشاكل وتضييع الوقت في اتجاه التسطيح الفكري وتجريف وعي المتلقي وتناسى ملامح واقع مؤلم  في منطقتنا ولا نرهق أنفسنا لقراءة متأنية له لعلنا نستطيع رسم أبعاد الصورة التي يجب النتعامل معها صورة شعب وامه وعالم ملامحها  قد  تكشف لنا حجم المؤامرة التي حيكت وتحاك خيوطها للقضاء على العالم العربي وفي مقدمته قلبه النابض مصر هكذا تعلمنا منذ نعومة اظفارنا عندما كانت لدينا منظومة للتربية قبل التعليم ان مصر هي قلب العرب ولا عروبة بدونها . 
ولكن يبدو ان البعض آثر إلا ان ينظر سوى الى مواقع اقدامه فقط وقام بغض الطرف عن دولة اسمها اسرائيل تحولت الى مثال للتحضر والمدنية ودول عربية حولها في العراق وسوريا وليبيا واليمن الى خرائب وأطلال فيما ينشغل البعض الآخر عندنا بكيفية التناغم مع اهداف الخارج الذي يتربص بنا ويريد ان يتحرك هذا البعض ضد حركة تطور التاريخ وهو الحفاظ على حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي ونتذكر انه كان هدفهم في الداخل والخارج حتى قبل ثورة ال30 من يونية 2013 ان تسقط الدولة المصرية .
وبعد نجاح هذه الثورة الشعبية التي ترجمت إرادة المصريين زاد التربص وتغولت المشاعر ليس لشئ سوى منع نهوض الامة من كبوتها وتمثل ذلك في مرة بمحاولة ضرب الاقتصاد ومرة اخرى التشكيك في قدرة الحكم على الانجاز ومرة ثالثة اقتعال ازمات غير حقيقية  وتزامنت مع كل هذا محاولات مضنية لتشوية صورة مصر والعرب والمسلمين في ذهنية الآخرخارج الحدود  بينما نحن في داخلها مازلنا نكلم أنفسنا ولا يتعدى صوتنا حدودنا وحتى حديثنا عبر وسائل إعلامنا لا ننصت له أو نعيه إنما نحن أمام حوار طرشان يتناول موضوعات غريبة لا تساعد أحدا على الإستيعاب أو الفهم . 
من هنا ينزلق  الإعلام تحديدا في مستنقع الفوضى وتصبح الإثارة بكل ماتحمله من معاني سيدة الموقف الإعلامي ولا أحدا يحاسب احدا ولا أحدا يطبق معايير وقيم الآداء الاعلامي وكنت اتصور أن ثورة يناير عندما قامت ستغير أوضاعا وتقيم نظما جديدة من بينها النظام الإعلامي الجديد  لكن يناير اختطفت جهارا نهارا  عندما اختفى الثوريون الحقيقيون وساد المشهد اصحاب البطولات الزائفة ما انعكس على الإعلام فسيطر على مجرياته أصحاب المصالح و اشباه الاعلاميين والدخلاء على مهنة اصبحت مهنة من لا مهنة له.
ومن بين تفاصيل الصورة خرجت الجماهير تطالب من جديد بالتغيير وتسترد ثورة ضاعت معالمها في ظل حكم الإخوان الذي أدخل البلاد الى دوامات عدم الاستقرار وقذف بها الى نفق مظلم لولا أن قامت  ثورة من جديد في 30 يونية في لحظة تأكد خلالها  ان مصر ستظل محروسة بإذن الله . 
ويقر الشعب دستورا للبلاد ويتم انتخاب رئيس للجمهورية فوضه الشعب وإلتف حوله ومنحه ثقته ثم إنتخب برلمانا من المفترض أنه من وظائفه أن يراقب ويحاسب ويشرع ولكن الوظيفة الأهم انه مع السلطة التنفيذية والقضائية يحمون الإستقرار ويواجهون كل اشكال التآمر من الداخل والخارج .
  على أي حال تكتمل الإستحقاقات بينما الإعلام يظل على حاله رغم أن بيان الثالث من يولية الذي رسم خريطة المستقبل حدد أن الإعلام هو الإستحقاق الرابع وينتظر جموع الإعلاميين في اعلام الدولة والإعلام الخاص هذا الاستحقاق الذي يتمثل في انشاء المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع ونقابة الاعلاميين وميثاق الشرف الاعلامي .
واخشى ان ينعقد مجلس النواب ويظهر من له مصلحة لإبقاء الوضع على ماهو عليه ويؤخر إنقاذ الإعلام من حالة الفوضى والانفلات التي يعانيها ونظل ندور في حلقة مفرغة وننتقل من الفوضى الى مزيد من الفوضى دون إدراك أن استمرار هذا التردي الإعلامي سيدعم خيوط المؤامرة التي يحاول البعض الترويج لها والعمل على تنفيذها وليس دعاوى 25 يناير القادم سوى جزء منها !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *