أخبار عاجلة

محمد يوسف العزيزي يكتب… “إلي نواب البرلمان.. اللهم قد بلغت..!”

عمار يا مصر… 
انتهت الانتخابات البرلمانية لمجلس نواب 2015، واكتملت معه مؤسسات الدولة الدستورية، دستور ورئيس منتخب وبرلمان منتخب بنسبة معقولة كنت أتمني أن تكون أعلي من ذلك .. بقي أن يقوم الرئيس بتعيين ال 5 % طبقا للدستور من أصحاب الخبرة والكفاءة من علماء مصر وأصحاب المهارات الخاصة الذين لم يرشحوا أنفسهم في الانتخابات علي أن يكون نصفهم من المرأة طبقا لنص مادة الدستور ، وفي هذا الصدد أناشد الرئيس أن تكون اختياراته – ولا أشك في ذلك – إضافة نوعية للبرلمان ترفع من مستوي الأداء والمنتج التشريعي لهذا البرلمان ، وألا يلتفت الرئيس – وهذا أيضا لا شك فيه – لأي ضغوط من أي جهة ما داخلية أو خارجية ، أو بسبب الإعلام أو الرأي العام لتعيين أحد يبدو أنه محسوبا عليه ، فما أكثر من يدعون أنهم من رجال الرئيس ، ومعظمهم يمثل عبئا كبيرا عليه ، كما أتمني أن يكون من بين المعينين رجال سياسة وإن كانوا معارضين ..فالمعارضة الحقيقية جزء أصيل من الحكم عندما يكون الهدف مصلحة البلاد العليا .
أما نواب البرلمان الذي نعول عليه كثيرا وتنتظره مصر ليأخذ بيدها إلي المستقبل وإلي مصر الجديدة ودولة القانون والمساواة.. أقول لهم .. راحت السكرة وجاءت الفكرة .. أنتم تحت رقابة الشعب وفي بقعة الضوء الساطع.. منحكم الشعب الثقة ليس حبا فيكم ولكن حبا في مصر، وليس تصديقا لكل عبارات الغزل الانتخابي ومداعبة المشاعر والعواطف ولكن ثقة في أن الشعب قادر علي أن يحاسبكم.. أعطاكم الشعب توكيلا منه للحديث باسمه تحت القبة عن مشاكله المزمنة التي تحتاج حلولا وليس مسكنات، ولم يعطكم التوكيل لاكتساب الحصانة الشخصية والقانونية وأن تقولوا نحن نواب الأمة قولا لا عملا.. الشعب شب عن الطوق ، وغادر حالة الرضاعة إلي غير رجعة فلم يعد في حاجة إلي أوصياء أو أدعياء .. الشعب أصابه الملل من لغة ( الحنجورية ) والصوت العالي فلا تمارسوها تحت القبة بغية الظهور والشو الإعلامي . 
السكرة التي كنتم فيها لها ما لها وعليها ما عليها، وكل نائب منكم أدري بما فعل ويعلم أن الشعب يعلم ما فعل.. في السكرة كان كل شيء قابل للحدوث، وقابل أيضا للتغاضي عنه إلي حين.. أنتم الآن نواب برلمان مصر ولذلك مطلوب منكم الكثير، وهنا تأتي الفكرة التي بعد السكرة.. هل ذاكرتم جيدا دوركم في البرلمان ؟ هل جهزتم أنفسكم من تسألون عندما يستعصى عليكم فهم مسألة ما قبل الدخول في جدل لا يودي ولا يجيب ؟ هل قرأتم القوانين التي تحتاج التصديق عليها ؟ هل تدركون حجم الخطر والتحديات التي تواجهها مصر والتي تواجهكم في شراكة قيادة الوطن ؟ هلي تعرفون معني الأمن القومي ودوائره المتعددة ؟ هل ستخلعون ثياب العاطفة والخضوع لابتزاز أهل الدائرة وترتدون ثياب العقل الذي يشير للمصلحة الوطنية ؟ هل ستملكون ناصية المبادرة في توجيه الحكومة ، وتملكون القدرة علي كبح جماح الناخبين عندما يستلزم الأمر ذلك ؟ هل سيتوقف الردح وفرش الملايات تحت القبة وفي ردهات المجلس الموقر؟ هل ستتصالح المصالح علي حساب الوطن والشعب بين النواب رجال المال ورجال رجال الأعمال أم أن عيونكم ستري الغلابة ومحدودي الدخل في التشريعات والقوانين ؟ هل ستضربون المثل للنائب الجاد الذي يري الله فيما يفعل ويري الوطن فيما يقرر ويشرع ؟ هل يتخلص النواب من حكاية فرد العضلات والتصريحات الجوفاء والاعتزاز بنسب الأصوات العالية ويثبتون قدراتهم في التشريع والرقابة ؟ 
المسئولية جسيمة والآمال المعقودة علي البرلمان عريضة لذلك أكرر راحت السكرة وجاءت الفكرة , وانتبهوا كما تراقبون الحكومة الشعب يراقبكم ويرصد تصرفاتكم ومستعد لأن يصحح خطأه ، وفوقكم وفوق الشعب الله يراقب الجميع .. اللهم قد بلغت .. اللهم فاشهد 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *