أخبار عاجلة

إبراهيم الصياد يكتب.. ” التدجيل ” الإعلاني و”الإفلاس” الإعلامي..!!

تنفيذ الإستحقاق الرابع في ثورة 30 يونيه المتعلق بإنشاء المجلس الآعلى للصحافة والإعلام يشكل خطوة مهمة نحو إعادة انضباط الساحة الإعلامية في مصر الأمر الذ يمهد لإرساء قواعد نظام اعلامي جديد بعد حالة فوضى سادت منذ عدة سنوات وفي تصوري ان حالة الانضباط المرجوة لن تتحقق الا من خلال خطوتين متزامنتين مع تفعيل هذا الاستحقاق الدستوري وهما إنشاء نقابة للإعلاميين تحمي المهنة من الدخلاء عليها وتحافظ على حقوق الاعلاميين و إصدار ميثاق شرف إعلامي ملزم لمن يعلن الإلتزام به تعتمده النقابة المهنية للإعلاميين و وتراعي تطبيقه تحت مظلة المجلس الآعلى للصحافة والإعلام هذا ما نأمل تحقيقة نحن الجماعة الإعلامية . 
ولكن هناك من يقف عقبة في وجه الاستقرار المهني للساحة الاعلامية ويبدو ذلك من خلال منع اعلام الدولة من التعافي بحل جذري وحاسم لمشكلات ماسبيرو و تسييد مجموعة من القيم الهابطة تعكس إفلاسا إعلاميا على مستوى الشكل والمحتوى أو بعبارة آخرى تفقد الرسالة الإعلامية وظيفتها في الإرتقاء بالذوق العام وترسيخ القيم التي تحفز على الإنتاج والعمل في مجتمع كم هو في حاجة ماسة الى الإستقرار السياسي والإقتصادي والإجتماعي مجتمع مازال يحارب قوى الهدم ويتصدى للإرهاب ودعاته . 
ونطرح سؤالا كيف يستقيم ذلك في ظل هذا الافلاس الذي نتج عن حالة من الدجل نجمت عن ظاهرة سيطرة الاعلان بالنون على الاعلام بالميم ؟ بعبارة اكثر صراحة كيف نبحث عن اعلام راقي والوكالات الإعلانية هي التي تحدد السياسات التحريرية للمحطات والقنوات ؟ كيف نزيل حالة الفوضى وهناك من يربط الانتاج البرامجي بشروط ورغبات المعلن ؟ 
ودعونا نتحدث اكثر صراحة هناك قنوات فضائية لا تقدم إعلاما ولكن تقدم إعلانا وتلك هي المشكلة التي زادت من تعقيدها سيطرة مالك القناة على الإدارة لانه الذي يملك .. ومن يملك يحكم بحسب آليات الفكر الرأسمالي ومن هنا كان من الطبيعي ظهور قنوات تعلن عن سلع ردئية في زمن ردئ لم يعد يفرق بين الغث والثمين فنرى في التلفاز سلعا مضروبة وأخرى تخاطب الغرائز الجنسية حيث تعرض بشكل ومضمون لايليق بأخلاقيات مجتمعنا وللأسف تحت سمع وبصر المسئولين عن القيم والاخلاق وحماية المستهلك والغريب أن البعض يحاول أن يدافع عن هذا التدجيل الإعلاني بحرية التعبير ما يعكس جهلا بالديموقراطية فالحرية مالم تكن مسئولة فهي أقرب الى الفوضى وهذا “مربط الفرس ” كما يقولون . 
إن الذين يتحججون بالحرية – جهلا او تجاهلا – يقدمون على طبق من فضة للذين اتخذوا من الإعلام طريقا للثراء السريع الحل السحري للإثراء دون اي اعتبارات لرسالة الإعلام الأخلاقية ويمنحون المتطرفين وجماعات الإرهاب الفرصة لكي يشوهوا أي إنجاز يتم على الأرض على المستويين المادي و المعنوي . 
إذن هناك من يرى في استمرار الفوضى الإعلامية تحقيقا لمصالحه الشخصية ولهذا سيعمل بكل امكاناته للحيلولة دون ظهور نقابة للاعلاميين لا يسيطر عليها أو دون اصدار لميثاق شرف يعتبر بمثابة مسودة أخلافية لمهنة الإعلامى و دون انشاء مجلس آعلى للصحافة والإعلام لا يتحكم في قراراته . 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *