جريدة أحوال مصر
اعلنت بالامس القريب وزاره التربيه والتعليم انها بصدد محاربه مراكز التعليم للدروس الخصوصيه وأنها سوف تقوم بفتح مراكز تابعه للوزاره للدروس الخاصه بالساحات الشعبيه ومراكز قصور الثقافه والمكتبات الحكوميه العامه…وعلي الفور تذكرت تجربه حكوميه لطيفه ظريفه لمحاربه ارتفاع اسعار الفول والطعميه والكشري وبالمره قررت ان تحارب ارتفاع اسعار الحلاقه ايضا اسوه بنجاح تجربه الجزار التعاوني السابقه لها وبدون دراسه اوتفكير او بحث جدي للتجربه ونقاط قوتها ونقاط ضعفها ومدي قابليتها للتطبيق في مجالات اخري انشأت الحكومه علي الفور ما سمي في هذا الوقت ب(جهاز الفول والطعميه) التابع لوزاره التموين (والله ماهي نكته انها حقيقه) واصدرت علي الفور القرارات المنظمه للجهاز وافتتحت بالفعل اكشاكا لبيع الفول والطعميه ووضعت المواصفات والاسعار التي تقل عن اسعار محلات الفول والطعميه بحيث حددت طبق الفول بالوزن الدقيق للطبق ومكوناته ولكن كانت المصيبه الكبري في مواصفات قرص الطعميه ولكنها الحكومه ولن تسمح لاحد ان يضحك عليها فجاءت مواصفات قرص الطعميه جامعه مانعه(ماتخرش الميه) فحددت قطر قرص الطعميه بالا يقل عن 10 سنتيمتر وسمك القرص لا يقل عن 3 سنتيمتر وهكذا باقي المواصفات بالمللي والسنتي وكذلك وضعت مواصفات طبق الكشري بنسب مختلفه للعدس والارز والمكرونه بالجرام (والله كمان مره ماهي نكته) وتلاها وضع تسعيره للحلاقه (ذقن وشعر كذا ..ذقن فقط كذا..شعرفقط كذا…) ….وقد انتابت الشعب في هذا الوقت حاله عظيمه من النكت والسخريه علي جهاز الفول والطعميه والكشري وكنا نضع مسميات للوظائف في هذا الجهاز الضخم الذي تم انشائه …فهذا وكيل اول الوزارة لشؤن الفول وذاك لشئون الطعميه وهذا مدير عام السلطه الخضراء وهذه مديره سلطه الطحينه واقسام وادارات خاصه لشؤن الزيت والليمون وشئون العيش كذلك العدس ابو جبه والمكرونه والدقه والصلصه نظرا لاهميه الدقه في جهاز الكشري
تذكرت ذلك علي الفور عندما قرأت خبر انشاء الحكومه لسناتر (جمع سنتر ) دروس ومحاضرات خاصه لطلبه الثانويه العامه خاصه مع استبدال الحصص بمحاضرات.
فعندما وجدت وزاره التربيه والتعليم ان عمليه مراكز الدروس الخصوصيه عمليه مربحه قررت ان تطبق سياسه “فيها يا أخفيها” واتخذت القرارات بفتح مراكز للدروس الخصوصيه وتحويل الحصص الدراسيه الي محاضرات دراسيه …ومن قبل وبعد ان ساهمت القرارات المزاجيه للوزراء بدور فعال جدا بمناهجها ومقرراتها السمجه في تفشي الدروس الخصوصيه حتي اصبحت كالماء والهواء.
كل ذلك ولم يفكر اي وزير او مسؤل ان يدرس سر فشل المدارس ومدرسيها ونجاح السناتر ومديريها فقررت الوزارة منافستها ومضاربتها .وبدلا من ان تجتمع مع اشهر المدرسين الخصوصيين وندرس سر نجاحهم وتميزهم عن مدارس الحكومه والمدارس الخاصه..تطاردهم وتحاول القضاء عليهم…
وبدلا من أن تدرس الوزاره سر نجاح الكتب الخارجيه وتفوقها علي كتب الوزاره وجدناها تفرض عليها رسوما للوزاره أيضا من باب “فيها لا أخفيها”.
فلتجتمع الوزاره باالمدرسين الذين اصبحوا اشهر من عبدالحليم وام كلثوم لتصل الي سر نجاحهم ولا مانع من ان تستعين ببعضهم في تحسين احوال التعليم .
وما المانع في ان تقوم الوزاره بطبع الكتب الخارجيه المحترمه وتقررها علي الطلبه في المدارس ….
اذكر بعض الكتب التي اصبحت لا غني لأي طالب عنها علي مدي عشرات السنين مثل ( الأضواء ) في اللغه العربيه و(سلاح التلميذ) في جميع المواد للمرحله الابتدائيه والمعاصر في اللغه الانجليزيه وغيرها من الكتب التي اصبحت تفوق في اهميتها اي كتب من كتب الوزاره..والتي ينصح بها مدرسو المدارس الحكوميه والخاصه ايضا في اول حصه وأول يوم في السنه الدراسيه مع الكشاكيل والكراريس وألوانها.
لماذا ندفن رؤسنا في التراب …..والله لقد رأيت بعيني تجمع هائل بمدينه نصر يغلق جميع الطرق المؤديه الي قاعه الاحتفالات الدوليه التابعه للأزهر الشريف وكان السبب تجمعات لألاف الطلبه لحضور مراجعه اللغه الانجليزيه لأحدي المدرسات المحترمات والشهيرات علي مستوي الثانويه العامه .
عندما كنت اتشرف بشغل احد المناصب بالقنوات المتخصصه فبدأت في دراسه هذه الفكره للأستفاده من الصالح منها لتطبيقه علي القنوات التعليميه بالقطاع لكنني توقفت عن بحث هذا المشروع عندما ظهرت مؤامره وزير الاعلام الاخواني صلاح عبد المقصود بمشاركه مستشار وزاره التربيه والتعليم (والذي كان اقوي من الوزير نفسه لأغلاق القنوات التعليميه بالقطاع واسنادها الي شركه خاصه تتبعهم للسيطره علي وزاره التربيه والتعليم
لك الله ايها التعليم من وزاره التربيه واللا تعليم
