أخبار عاجلة

إبراهيم الصياد يكتب.. “”كيف واجهنا الحملات الشرسة ضد مصر..؟!”

تعتبر قضية الإعلام الخارجي من القضايا التي يجب أن نوليها مزيدا من الإهتمام لما لها من تأثير في تكوين صورتنا القومية في ذهنية الآخر ولابد أن نعترف أن تقصيرنا في التعاطي معها بشكل صحيح ساهم في تشوية صورة مصر لدى كثير من الدول خاصة بعد عام 2011 بالطبع من أسباب ذلك ايضا قيام عناصر معادية سواء كانت قوى أو دول في التخطيط والتنفيذ لتشوية الصورة وللأسف لم يرتق تحركنا في كثير من الأحيان في المقابل سوى الى مستوى رد الفعل فقط .                 
وتبدو الصورة المشوهة في  جميع التقارير السنوية الصادرة عن منظمة العفو الدولية والمنظمات الشبيهة المتعلقة بحقوق الانسان بالخارج في السنوات الأخيرة حيث ترسم صورة سلبية لمصر .
وتؤثر بشكل كبير في تكوين هذه الصورة شركات ال PR او العلاقات العامة المتخصصة في تشكيل وتوجيه الرأي العام بهذه الدول فمن المعروف أن هذه الشركات تحصل على أموال طائلة من التنظيمات الإرهابية ومنها التنظيم  الدولى للإخوان مقابل القيام بهذه المهمة وتتركز في المانيا وفرنسا وبريطانيا والى حد كبير في الولايات المتحدة وكندا . 
والسؤال ماذا فعلنا نحن المصريين لمواجهة هذه الحملات الشرسة ضد مصر ؟ 
كما أوضحت يعتمد  آداؤنا على رد الفعل دون الفعل  أو على أساليب تقليدية عفا عليها الزمن في إدارة الإعلام الخارجي وفي تصوري أن وظيفة الإعلام  الخارجي أخطر بكثير من وظيفة الإعلام الداخلي المتمثل في وسائل الإعلام التقليدية مثل الصحف الورقية والإذاعة المرئية والمسموعة وحتى الإعلام الجديد المتمثل في الجرائد الإليكترونية معظمه باللغة العربية ويخاطب المتصفح المحلي وبالتالي تأثير هذا النوع من الإعلام محدود جدا في مخاطبة الآخر كذلك القنوات الموجهه بلغات أجنبية محدودة التأثير ولا يوجد لدينا غير قناة النيل الدولية وهي محملة على القمر الصناعي المصري نايل سات وآخر يسمى جالكسي 5 يصل الى بعض الدول الافريقية وهي قناة انشئت في الأصل لمخاطبة الآخر وتمثل جسرا اليه ولكن اكتشفنا بعد فترة انها  لا تشاهد لأن المتلقي في الدول الاوروبية وفي القارة الامريكية  يستخدم نظام الكابل وليس الدش المتعارف عليه في المنطقة العربية !!.
ولكن المعني بإلاعلام الخارجي هو مكاتبنا الإعلامية في الخارج وهي مكاتب تابعة للهئية العامة للاستعلامات وكما أسلفت أننا نتعامل مع الإعلام الخارجي بطرق بدائية ولو كان لهيئة الاستعلامات دور فاعل ما حدث تشويه لصورة مصر في الخارج حيث لا تعدو المكاتب الاعلامية إلا مجرد مكاتب خدمية أو تشهيلات ملحقة بالبعثات الديبلوماسية بالخارج  تراجع الصحف المحلية والاجنبية وتستقبل البعثات الرسمية وخلال عملي باتحاد الاذاعة والتليفزيون لمدة 38 عاما سافرت دولا كثيرة في مهام رسمية وللأسف وجدت ان معظم المستشارين الإعلاميين يمارسون  دورهم خاصة في الدول العربية والافريقية بشكل وظيفي بيروقراطي من هنا جاء فشل الإعلام الخارجي . 
واتعجب لماذا تتبع الهئية العامة للاستعلامات رئاسة الجمهورية ؟! أليس من باب أولى أن تكون تابعة لوزارة الخارجية 
أولا : لأنها ملحقة بالسفارات 
ثانيا : لأن وزارة الخارجية منوط بها رسم وتنفيذ السياسة الخارجية والاعلام الخارجي والحفاظ على الصورة القومية لمصر من ضمن مكونات السياسة الخارجية 
ثالثا : يتم تعيين موظف بدرجة سفير بشكل دائم على راس هذه الهيئة وان كنت ارى انه لم يستطع ان يخلص الهيئة من تبعات فكر الموظفين التقليدي ولهذا يجب ان يعاد النظر في واجبات المكاتب الاعلامية خاصة في الدول التي نجد فيها نشاطا معاديا لمصر وتنقل هئية الاستعلامات الى وزارة الخارجية بكل مخصصاتها لانه لا معنى لها انها تتبع الرئاسة ولا تؤدي دورها كما ينبغي . 
ويتولى رئاسة المكتب الاعلامي بالخارج ديبلوماسي له خبرة في مجال الاعلام والرأي العام او يتولاه اعلامي او صحفي من اصحاب الخبرات في الاتصال الجماهيري وكيفية مخاطبة الآخر ويلحق بوزارة الخارجية .
ويجب ان تمد الحكومة  المكتب الاعلامي بكل ما يحتاجه من عناصر بشرية ومادية وتقنيات حديثة تساعده على آداء وظيفته في تفنيد ومواجهة الحملات المشوهه لصورة مصر بالخارج ويكون له قنوات إتصال مباشرة مع مراكز صنع القرار في الدولة الموجود بها ومراكز تشكيل الراي العام مثل الصحافة والاعلام وله علاقات مؤثرة بعناصر توجيه الراي مثل المفكرين والكتاب والساسة والادباء والفنانين ويؤدي المكتب الاعلامي دورا مهما في تفعيل روابط وجمعيات الجالية المصرية بشكل يجعلها تساهم في قطع الطريق على شركات العلاقات العامة المؤجرة لتشوية صورة مصر وتعظم من دور الفعاليات المصرية بالخارج مثل المعارض والندوات والمشاركات المصرية في المؤتمرات العلمية هذا بالاضافة الى الزيارات الرسمية ومنها زيارات الوزراء وكبار المسئولين ومنها بالطبع زيارات رئيس الجمهورية لهذه الدولة أو تلك بدلا من مولد الفنانين الذي يصاحب الزيارة وبلا أي مردود ايجابي وأخيرا قد ننجح اعلاميا في مخاطبة أنفسنا بالداخل لكن هذا لا معنى له طالما نفشل في مخاطية الآخر بالخارج  ومن ثم ستبقى صورة مصر سلببية  في ذهنية هذا الآخر !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *