أخبار عاجلة

د.أيمن رفعت المحجوب يكتب… “من يعرف تاريخ مصر..”

مازلت استشعر ونحن على مقربة من العيد الرابع لثورة يناير 2011، ان هناك البعض من الذين يظنون بمصر عدم الاستعداد الطبيعي للحرية الكاملة والكرامة الانسانية والعدالة الاجتماعية والاستقلال الداخلى والسيادة الذاتية والممارسة الديمقراطية الحقيقية.
وهذه الافكار فى الحقيقة من السطحية ومن السخافة بمكان بعد كل التضحيات التى قدمها الشعب المصرى على مدي السنوات الماضية. فإن ما جاز عليه الكون في الماضي غير ممتنع عليه أن يكون الآن، وفى التاريخ المصرى العريق اكبر دليل على ذاك. ولا شك أن المصريين حتى بعض المتعلمين منهم، قليلو الاهتمام بالعلم بتاريخ مصر القديمة والحديثة إلى حد حرمهم وحرمن لذة هذا الاغتباط بما كنا عليه.
كنت قد سافرت فى اجازة المولد النبوى الشريف وعيد الميلاد المجيد إلى الاقصر واسوان لزيارة الآثارت القديمة والاستراحة من عناء العمل والتدريس بالجامعة، وما اجمل صعيد بلادنا، وفى احد المعابد الفرعونية الجميلة، لاحظ سائح ألماني مسن أن العجب يأخذ منى مأخذاً كبيراً عند رؤيتى للآثار المصرية القديمة والتاريخ المنحوت على جدرانها العتيقة، فسألني إذا كانت هذه هي المرة الأولى لزيارتي إياها؟ فقلت وبعزة وكبرياء المصرى المحب لبلدة واثارها العظيمة: لا وبلا فخر بل الخامسة او السادسة، فتبسم ضاحكا وقال زرتها من قبل ثمانية وعشرين مرة وهذه التاسعة والعشرون، وعلىَ أن أجيء كل عام في المستقبل أيضاً حتى مماتى. فقلت له فهمت أنك كنت في المرة الأولى مستطلعاً مستفيداً، فأتممت في المرة الثانية، ثم أعوزك الوقت لإتمام قصدك فجئت الثالثة. فما رأيت أعجب من تسويفي زيارة الآثار إلى هذا اليوم إلا إكثارك من رؤية الشيء الواحد، واستزادك من ذلك على غير جدوى. فقال، بل باللذة التي كنت أشعر بها كأنها أول مرة. وما رجعت مرة إلا بفوائد جديدة لم أكن لأحصل عليها من قبل، كلهفة العاشق الملوع للقاء معشوقته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *