شاهدت مساء أمس 6/24 حوار عبد المنعم أبو الفتوح مع عمرو الليثي ، وتأكد لديّ أنه رجل متعدد الألوان والوجوه ، لا موقف واضح له ؛ ابتداءاً من لحيته تلك التي لا هو حلقها ، ولا هو أطلقها ، فاحتفظ بها في طور ” التنبيت ” ، ليكون إسلامياً مع الإسلاميين ، وثورياً ” روشاً ” مع الليبراليين الثوار .
قال أنه لم يوقع علي استمارة ” تمرد ” لأن الفلول ” ركبوا الحملة ” وساقوا شبابها ! وقال أنه سينزل يوم 30 يونيو للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة ، علي شرط سلمية المظاهرات ، وشدد علي ذلك ! . وقال أنه لم ينضم لجبهة الإنقاذ ويتوحد معها لأنها تضم ” فلولاً ” في قياداتها ، رغم أننا نعلم أنه قد ارتضي لنفسه أن يدخل في المناظرة الرئاسية الشهيرة مع هذه الفلول عشية الدور الأول للانتخابات الرئاسية . وقال أن شفيقاً امتداد للنظام السابق ، وأن التصويت له خيانة للثورة ؛ رغم أن شفيقاً هزمه باستحقاق في الجولة الأولي ، ثم حاز أصوات اثني عشرة مليوناً ونصف المليون مواطن في الإعادة ، يبدو أنه يراهم من الخونة . وقال أن مظاهرات التأييد للجيش عند وزارة الدفاع هي من أعمال الفلول وتمويل النظام البائد ! .
وقال أن تداول القضاء لقضية الهروب من وادي النطرون وتزوير الانتخابات ” مكايدات سياسية ” كان يجب علي القضاء أن ينأي بنفسه عنها !! . وقال أن الأزمة الحالية بين مصر والإمارات أشعل فتيلها وأجّج نارها ” مصريون مقيمون هناك ” ، ومتطرفون في الجانب الإماراتي ، وأن المصريين المقبوض عليهم جوراً وظلماً هناك وطنيون مخلصون يعرفهم هو شخصياً ، ويشهد لهم بذلك ! . وقال أنه اختلف مع قيادات الإخوان فكرياً فتركهم ، والثابت أنه تربي وسطهم منذ نعومة أظافره ولم يؤثر عنه أي خلاف معهم ، ويوم تركهم لم يكن ذلك لاختلافات فكرية أو أيديولوجية كالخرباوي الذي تهكم عليه وذمه ، والهلباوي وحبيب ، وإنما لفصلهم إياه من الجماعة لترشحه رئيساً للجمهورية علي غير ما اتفقوا عليه ؛ ولم يعلن هو نفسه آنذاك ما يفيد غير ذلك .
وقال أن حماس ” منظمة وطنية ” ، وقادتها مخلصون لقضيتهم يعرفهم شخصياً منذ الدراسة في الجامعة ، وأنهم لا يمكن أن يتآمروا علي الأمن القومي المصري ، وليس هناك أي دليل قائم علي تورط حماس ضد مصر!! . وأنكر دعوة الجهاد في سوريا وإرسال الشباب إلي هناك ، وقال هل نريد خلق أفغانستان جديدة . ثم تذكر أنه ذهب إلي أفغانستان ، فاستدرك قائلاً إلا أن يكون ذلك للإغاثة الطبية كما وصف دوره فيها .
وقال أنه لن يترشح لأية انتخابات رئاسية قادمة لأنه يؤمن بأن من تعدوا الستين من أعمارهم من أمثاله عليهم أن يفسحوا المجال للشباب ، وإنه سوف يرشح شاباً من حزبه . ثم عاد ليقول إنه يرجو أن يوافقه علي ذلك حزبه وهيئته العليا ، في إشارة غير خافية لاحتفاظه بحق التراجع .
طوال الحوار انتظرت من الليثي أن يسأله أن يكشف للشعب عن أهم ورقة من أوراق السياسي الزعيم ، ويطلعه علي ما فيها ، وهي ذمته المالية ومن أين يقتات ويقيم أود أسرته الكبيرة ، وهو الرجل المشغول بالعمل العام منذ عرفناه . فهو طبيب متوسط الدرجة والكفاءة المهنية ؛ وما علمناه وارثاً ولا رجل أعمال .