جريدة أحوال مصر
حالة غريبة من نوعها ، تتحدي ظروف الحياة الصعبة وتعمل “ملمعة أحذية”، كي تكسب قوت يومها، ترتدي الجلابية والعمة، كي تحمي نفسها من فتن الشارع ، ولحماية شرفها، تظهر علي وجهها تجاعيد تبرز أهم ملامح العجز والكبر والهموم، هي السيدة “صيصة أبودوح” ، والبالغ عمرها 64 عاما.
تركها زوجها منذ أكثر من 45 عاما وحيده بعدما حملت بفتاة ، أسمتها “هدي” في ظروف صعبة للغاية ، بمركز البياضية بالاقصر، حاولت التغلب علي ظروف وحدتها بعدما رفضت الزواج كي تقوم بتربية أبنتها ، قاومت ظروف الحياة ، وعملت بالعديد من المهن اختارت أن تكون مهن ذات صبغة رجالية ، كي تجد فيها الحماية.
وقالت “صيصة” بملامح تظهر عليها علامات الشقاء، عندما سألتها ابنتها يوما “أين أبي ؟ “، فردت عليها قائلة : ” أنا أمك وأبوكي” ، مضيفة بانها عملت في دق الطوب الأخضر.
واعتادت حمل شكائر الأسمنت علي ظهرها، وفي النهاية عملت كـ”ملمعة أحذية”، ولم يتقبل أهل المنطقة في بالبداية هذا الأمر لذا قررت العمل بخارج المنطقة التي تقطن فيها، وعملت بشارع المحطة، وتعلمت الكثير وتعرفت علي الكثير وكونت زبائن كثيرة خلال هذا العمل، واعتادت بعد ذلك علي العمل بالعديد من الشوارع ومنها بلدتها وحينها أقتنع الجميع بها وأصبحت تلمع أحذيتهم.
وتقول:” كبرت أبنتي بعدما أضعت عليها سنين عمري، وتزوجت ولها الآن 5 من الأبناء، وأقوم بزيارتها أنا، ولم تعترض علي عملي لأنها لم تجد سواه كي نصرف علي قوت يومنا، ومع مرور الأيام أصبحت أنا رجلا وليست سيدة”.
واختمت وتظهر علي وجهها ملامح اليأس:” أطالب أي مسئول سواء محافظ الأقصر اللواء طارق سعد الدين، أو أهل الخير من الجمعيات الخيرية بإنشاء مشروع كشك صغير للسلع الغذائية، وسأرتدي الجلابية ولن أتركها ، فهي شرف لي وسأموت وسأدفن بها”.
