إبراهيم الصياد يكتب… “الكرة في الملعب القطري..!!”

تأملات :
من أبجديات السياسة الخارجية أنه لاصداقة دائمة بين الدول ولا عداوة دائمة إنما مصالح دائمة معنى ذلك أن ما ينطبق على الأفراد ليس بالضرورة أن ينطبق على الدول أقول هذا بمناسبة دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز لمصر كي تدعم اتفاق الرياض التكميلي بشأن التصالح مع قطر والتي اثارت ردود فعل متباينة أغلبها كان تحكمه الانفعال وهو امر لاتعرفه مبادئ العلاقات السياسية الدولية ولكن لأن قطر دولة عربية فظن البعض ان ما طرحة العاهل السعودي قد تجاوز العرف السائد في ادارة العلاقات بين الدول وأن الجانب القطري هو الذي يجب عليه ان يدعم الاتفاق وليس مصر ولكن توجه الملك عبدالله الى مصر ( الشقيقة الكبرى ) وقد سارعت رئاسة الجمهورية الى الرد بالترحيب بالمبادرة السعودية انطلاقا من ثوابت مبدئية في السياسة المصرية تعكس التزاما مصريا بلم الشمل والتضامن العربي غير أن تفعيل اي خطوة نحو المصالحة مع قطر مرهون بوقف السياسة العدائية ضد مصر ورئيسها بحيث يجب ان يتجاوز حدود الكلمات المعسولة عن الشقيقة الكبرى الى أفعال ناجزة على الأرض من بينها إغلاق قناة الجزيرة مصر مباشر التي تخصصت في الهجوم على مصر وشعبها وتحكمها سياسة تحريرية غير مهنية لانها موجهه ضد مصر بصفة خاصة مما يثير علامات استفهام من بينها لماذا مصر تحديدا ؟ و يجب على النظام القطري تسليم المطلوبين للعدالة في مصر ومن بينهم يوسف القرضاوي وغيره ممن اقترفوا جرائم بحق مصر ولن تقبل مصر ايضا ان تكون قطر مأوى للهاربين من مصر بعد ثورة 30 يونية من الذين يقودون ويوجهون العمليات الارهابية على الاراضي المصرية اذا التزمت قطر باتفاق الرياض لن تجد من مصر غير الترحيب وعودة المياه الى مجاريها خاصة ان الخلاف ليس مع الشعب القطري الشقيق الذي يرتبط بعلاقات ودية مع الشعب المصري ولم تمنع قطري من زيارتها طوال الفترة الماضية ولم تبخل على قطر بالآلاف من العمالة المصرية .
ولكن وبلا مجاملة هل القرار القطري مستقل للتراجع عن القول والفعل العدائيين ضد مصر ؟ وهل الاخوة في دول الخليج وعلى رأسهم السعودية يدركون استقلالية القرار القطري ؟
نتصور أنه طوال الفترة الماضية كان القرار القطري يصنع خارج الدوحة وأن عواصم اقليمية ودولية تقف وراء حث قطر على ممارسة السياسة العدائية ضد مصر منذ ثورة ال 30 من يونية 2013 ومازال هناك في قطر على المستوى الاعلامي على الاقل من يصفونها بالإنقلاب ويقفون الى جانب الإرهابيين والخارجين على القانون وتفتح لهم المنابر الإعلامية خاصة قنوات الجزيرة التي تبث من قطر لتشوية الثورة المصرية امثال القرضاوي والزمر و سيف عبدالفتاح و عاصم عبد الماجد وغيرهم من الرموز الرافضة لامن واستقرار مصر والمعادية للجيش المصري الذي حمى الدولة المصرية من الانهيار من بعد ثورة ال 25 من يناير 2011 وحتى الآن .
نرى انه لابد ان تتحرر القيادة القطرية من سيطرة الآخر عليها وهذا الآخر يتنقل من الولايات المتحدة الى اسرائيل الى تركيا و لا ننسى اصحاب القضية الفلسطينية من جماعة حماس الذين تناسوا قضيتهم وتفرغوا لتغذية الارهاب ودعم الارهابيين .
من الضروري ان يضع خادم الحرمين الشريفين هذه الصورة امامه كاملة قبل ان يثق في مقدرة النظام القطري على الالتزام بالاتفاق لانه لايرضى ان يكون الاتفاق التزاما من جانب واحد ورغم ذلك نحن المصريين نرحب بأي خطوة للم الشمل العربي وعلى الجانب القطري ان يثبت التزامه اذن الكرة في ملعب حكام قطر وان كنت ارجح ان تحريكها في الاتجاه الصحيح بيد اشقائنا في السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *