أخبار عاجلة

ابراهيم الصياد يكتب… “مصر التي في خاطري..”

تأملات :
سؤال خطر على بالي لماذا تقدمت مجتمعات كثيرة بينما ظلت مجتمعات آخرى ( محلك سر ) كانت متفوقة في الماضي على المجتمعات التي سبقتها وتقدمت ؟؟
لاشك ان التقدم بمعنى قدرة الفرد على الإنجاز في الطريق الصحيح مرتبط بعدد من العوامل منها عوامل تشكل مكونات عملية التقدم نفسها وعوامل آخرى محفزة للتقدم ودون الدخول في تفسيرات نظرية نقول إن عامل الزمن هو الاساس لأن من تقدم استفاد من حركة التطور المفعلة – بكسر الفاء – للزمن .
والذي وقف مكانه عطل حركة الزمن ولم يستغله فمرت الايام والشهور والسنوات والقرون ولم يحدث التغيير الى الافضل حتى وان حدث تغيير في لحظة ما الى الأفضل فيما يعرف بالثورات اي هدم الانظمة المتخلفة او الفاسدة لا يعقبها بناء على هذه الخطوة ومن هنا يحدث توقف متعمد لحركة الزمن وعليه الحكم على الثورة ليس في لحظة او اسباب قيامها ولكن فيما اسفرت عنه من نتائج ايجابية تحفز المجتمع على التقدم .
وهذا يقدم لنا تفسيرا بشأن اللغط المتعلق بثورة 25 يناير 2011 وما يحاول البعض جهلا او تجاهلا اعتبارها مؤامرة ضد مصر دبرتها قوى خارجية ونفذتها قوى داخلية وانا ارى في هذا تسطيحا واخلالا لفهم طبيعة المصريين وإلا لماذا قامت ثورة 30 يونيه 2013 هل قامت على ثورة يناير ام استردادا لها ؟ لو كانت عليها لكان من الطبيعي ان يعود نظام مبارك الى الحكم من جديد وهذا لم يحدث اذن قامت لاستردادها لانها اي ثورة يناير قد سرقت فتحولت النظرة عند الجهلاء الى مؤامرة وانتهزها من كانوا في الجحور هاربين ممن روجوا لنظام مبارك اولا ليعودوا الى المشهد من جديد ويروجون ثانيا لفكرة مؤامرة 25 يناير يساعدهم في ذلك اصحاب المصالح ورجال الاموال لا الاعمال من هنا نجد انه من الناحية الواقعية اننا أمام ثورة واحدة وليست ثورتين حيث ان حديث الثورتين يعطي فرصة ذهبية لدعاة التجارة باسم الدين ألا يرون في المشهد غير ثورة يناير ولأنصار الفساد والنظام الاسبق ألا يرون في المشهد غير ثورة يونيه وفي الحالتين نحن أمام عملية تشوية متعمدة ليس فقط ليناير اويونيه ولكن أيضا للشعب المصري صاحب المصلحة في هذه او تلك .
مما تقدم نقول إن ما يقوم به نظام مابعد يونية محاولة لوضع ثورة يناير على المسار الصحيح ويجب ان يبذل كل طاقته لا ستغلال كل الموارد المتاحة لتفعيل الزمن حتى لا نظل ( محلك سر ) و أنا على ثقة ان الرئيس عبد الفتاح السيسي يدرك ما أقوله ويحتاج لتضافر جهود كل المصريين لتشغيل العوامل المحفزة على التقدم وقد كرر السيسي كثيرا انه لا يجب ان يعمل وحده ولعل مشروع تطوير قناة السويس والاقبال الكبير على شهادات استثمار المشروع تدليل على صحة ما نقول وكم نحتاج الى جهود المصريين جميعا كي تبدو في كل المشروعات القومية الخدمية والانتاجية بنفس نسق وفكر مشروع قناة السويس .
وفي تصوري ان نجاح فكرة التقدم مرتبطة بإقتران العلم بالأخلاق فالعلاقة بين العلم والاخلاق مثل العلاقة بين الصفر والواحد الى جواره كلما زاد عدد الأصفار ازدادت القيمة فإذا حذفنا الواحد فقدت الأصفار قيمتها مهما كان عددها ومن ثم لاقيمة لعلم بلا أخلاق ومن اهم القيم التي كم نحن في حاجة اليها حب الوطن ليس بالقول فقط ولكن بالفعل أيضا حتى نضع اقدامنا على طريق التقدم بشرط توافر ارادة قوية لادارة الزمن بشكل رشيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *