أخبار عاجلة

د.سيد نافع يكتب… “ولباس التقوي ذلك خير..”

يقول تعالي في محكم التنزيل ( “يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ )

( يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ )

يعتقد الجميع لذهاب كل المفسرين تقريباً علي انكشاف عورة آدم وحواء عليهما السلام نتيجة لأكلهم من الشجرة التي حرمها الله عليهم من شجر الجنة ، ومنهم من يعتقد أن العورة لم تكن موجودة لكن استدعت الحاجة الي الإخراج فطهرت العورة واستدعي الأمر نزولهم الي الأرض ، وبالتالي هناك من ذهب ليعرف نوع هذه الشجرة التي كانت سبباً لخروج آدم وزوجته من الجنة ، هل هذا الفهم صحيح ؟ وهل هناك علاقة بين الأكل من الشجرة وكشف العورة أو وجودها أصلاً ؟
الحقيقة أن هذا الفهم غير صحيح ولم تتبدي وتظهر عورتهما أمام الله بالمعني الذي فهم ، وانما الذي تكشف عنهما هو لباس التقوي فبدو من فرط خجلهم وكسوفهم من الله نتيجة لارتكابهم المعصية وكأنهم يقفوا عريا ويحاولا ستر عورتهما بورق الجنة تماماً كما يري بعض الناس في نومهم وكأنهم يقفوا عرايا في الطريق العام ويحاولوا ستر عورتهم بأيديهم وهم في غاية الخجل والكسوف وفي حالة مزرية جداً نتيجة لشعورهم بالذنب والتقصير ، وقد يري هذه الرؤيا غير المسلم نتيجة ليقظة ضميره وتأنيبه لنفسه لخطأ ما ، أما المسلم فقد يكون الأمر كذلك لكن في الغالب يكون تفسيره تقصير وتهاون في حقوق الله بكثرة المعاصي فيأتي دور النفس اللوامه وتأتي الرؤية ،
ولما اطلع الله تبارك وتعالي علي حقيقة قلب آدم وجواء ووجد منهم الخجل والكسوف وحقيقة لوم النفس تلقي آدم من ربه كلمات فتاب عليه وهذا ما لم يحدث مع ابليس اللعين عندما عصي ورفض الامتثال لأمر الله واخذته العزة بالإثم ولم يعترف بذنبة ويتوب الي الله بل تمادي في غيه وتكبره .
الحقيقة أن تحريم الله سبحانه وتعالي علي آدم وزوحته الأكل من الشجرة ليس لعلة نوعية الشجرة فهي من شجر الجنة لكن لتعويده علي التسليم والامتثال لأمر الله وليعلم ولنعلم أن الأصل في الأمور الحل والتحريم هو الاستثناء وفي قدرة البشر ولا يوجد تكاليف فوق طاقتهم
فلباس المؤمن وزينته التقوي والتي هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والاستعداد ليوم الرحيييييل
فالله تبارك وتعالي لم ينزل علينا من السماء ملابس ولا ريش ولكن انزل وحياً معصوماً به نتقي الله ونعرف الطريق وهو للمؤمن رداء وزينة كما الريش للطائر رداء وزينة فلباس المؤمن وزينته تقوي الله ، كما أن التقوي هي زاد فكما أن الطعام هو زاد الأجسام فالتقوي هي زاد القلوب والأرواح يقول تعالي في سورة البقرة – الآية 197 ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ )
فالتقوي هي زاد الميعاد وهي للمؤمن لباس وزينة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *