أخبار عاجلة

بورسعيد مدينة جميلة لكنها مظلومة !!

أمضيت إجازة العيد ببورسعيد ونظرت إليها هذه المرة ليست على أنها مسقط رأسي فقط ولكنها واحدة من أجمل المدن المصرية الواقعة على ساحل البحر الابيض المتوسط وكان يمكن ان تعتبر واحدة من أكثر مناطق مصر الجاذبة للسياحة لولا بعض الجوانب السلبية التي بعضها مرتبط بمواقف تاريخية والبعض الآخر مرتبط بالسلوك العام .
منذ عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك وهناك موقف لا أجد له تفسيرا مقنعا من قبل النظام الحاكم تجاه هذه المدينة التي ارتبط إسمها بالتاريخ الوطني والحروب التي خاضتها مصر في العصر الحديث فلا ننسى دور بورسعيد في حرب السويس عام 1956 وحرب 67 وماعاناه اهل هذه المدينة خلال فترة التهجير مع كل المصريين في بقية مدن القناة حتى بعد العودة أهدى الرئيس السادات بورسعيد مشروع المنطقة الحرة الذي كانت سلبياته اكثر من ايجابياته وبعد أكثر من أربعين عاما فشلت الفكرة لإنها إعتمدت على كونها منطقة حرة استهلاكية ولم يدرك القائمون عليها أهمية ان تكون منطقة حرة انتاجية ولم تتم الإستفادة من تجارب الدول الاخرى في هذا المجال مثل تايوان وماليزيا وسنغافورة حتى دبي التي بدأت التجربة في منطقة جبل علي في التسعينات تفوقت على تجربة بورسعيد التي سبقتها بنحو عشرين عاما وزاد الطين بلة لما تعرض مبارك عند زيارتة للمدينة في منتصف التسعينات لموقف اعتراض احد المواطنين لسيارته فظن الأمن أنها محاولة اعتداء فاردوا المواطن قتيلا ومن يومها حتى خلعة لم يدخل مبارك المدينة و تعمد تجاهلها وانعكس ذلك بالطبع على الآداء الحكومي تجاه أهل بورسعيد وفي عهد الإخوان تعامل مرسي مع بورسعيد بنفس النظرة الإستعلائية وبعد احداث الاستاد المؤسفة وتوابعها زاد التجاهل المتعمد للمدينة الباسلة .
ويبقى الأمل في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن تسترد مدينة بورسعيد مكانتها في سلم اولويات الاهتمام خاصة بعد تطوير محور قناة السويس والانتهاء من ازدواج المجرى الملاحي للقناة و انشاء المدينة المليونية شرقي بورفؤاد التي من المفترض أن تمتد الى جزء كبير من شمال سيناء ولكن منذ أن دخلت الى طريق اسماعيلية بورسعيد شعرت بالفرق بين السماء والأرض حيث طريق القاهرة الاسماعيلية الصحراوي الذي لم يعد صحراويا يعد مثالا يفتخر به كل مصري ونرجو ان تكون كل الطرق المصرية على نفس المستوى من الرقي والتحضر نعود الى طريق اسماعيلية بورسعيد ملئ بالمطبات العشوائية وسوء حالة الأسفلت وكلما اقتربت من بورسعيد يزداد الأمر سوءا ناهيك عن عذاب الطريق بعد محطة الرسوم عندما يضيق الطريق ويصبح ” فردة ” واحدة لمسافة تزيد عن ال30 كم لاسباب أمنية أما مدخل المدينة فحدث ولاحرج لاتشعر أنك تدخل مدينة بحجم بورسعيد وتميز موقعها لاتجد أي لمسة تجميل او ترحيب حتى اللافتات التي كانت موجودة منذ عهد الرئيس السادات مهملة و كأن الزمن توقف منذ ذلك الوقت أين محافظو المدينة اين المسؤولين بها والاجهزة التنفيذية ؟!
واضح انه إهمال متراكم وعدم اكتراث وسلوكيات غريبة على اهل المدينة آدى الى تراكم آخر وهو للقمامة في كل مكان حتى في أرقى شوارع واحياء المدينة حزنت عندما تجولت في شارعي الثلاثيني والجمهورية وقادتني الصدفة الى منطقة المناخ وحي الضواحي مياة الصرف الصحي تسد كثير من شوارعها مع القمامة وضاقت الشوارع الرئيسية بالسيارات بسبب كثرة التحويلات وقلة مناطق الانتظار رغم محاولة توسيع الشوارع بتقليل مساحة الأرصفة ما أثر على الشكل المعماري والتاريخي للمدينة التي تتميز بما يعرف بالبواكي …. كلمة أخيرة للسيد سماح قنديل محافظ بورسعيد وأعلم أنه بورسعيدي كنت أعتقد أنه أكثر إدراكا لمشكلات المدينة أكثر من سابقيه ولكن للاسف لم يحدث !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *