أخبار عاجلة

ماريا دياتشينكو تكتب من أوكرانيا… “الوضع السياسي في أوكرانيا..”

يحق للأوكران أن يعيشوا في دولة مستقلة ومتقدمة، ومزدهرة. ولتحقيق ذلك يجب عليهم أن يتخذوا خطوات هامة برفقة السلطة الأوكرانية. مع العلم أن ممثلي هذه السلطة هم خدام شعبهم، ولكن للأسف الشديد إنهم لا يستمعون إلى صرخته بل يهملونها أو حتى يقمعونها بالقوة مثلما فعل رئيس أوكرانيا السابق “فيكتور يانوكوفيتش” مع الطلاب الذين خرجوا إلى ميدان الاستقلال في كييف مؤيدين التكامل الأوروبي لأوكرانيا. وقد تم هناك فض الطلاب المتظاهرين بطريقة عنيفة جدا في الليل الأمر الذي أثار غضب الشعب الأوكراني كله الذي قد فرغ صبره. وأدى ذلك إلى خروج العديد من الناس في اليوم التالي للتظاهر السلمي ضد السلطة القاسية في كل مدينة أوكرانية تقريبا. أما كييف فأقام المحتجون على عنف الرئيس فيها المتاريس، ونظموا مدينة الخيام في ميدان الاستقلال الذي سمي فيما بعد “يورو ميدان”. وكان رد فعل السلطة والرئيس تنظيم ميدان اصطناعي معاد ليورو ميدان لمدة قصيرة. وبقي يورو ميدان الشعبي على قيد الحياة حتى يومنا هذا. كان ذلك الحدث مع الطلاب شيئا أيقظ الشعب الأوكراني من السبات العميق وجعله يكسر أغلال العبودية عن طريق الثورة. استغرقت الثورة الأوكرانية أكثر من خمسة أشهر. ومن نتائجها الإيجابية استقالة الرئيس الطاغية السابق وتسلم الشعب لمقاليد الحكم. وتتمثل نتائجها السلبية في أن أوكرانيا تكبدت الخسائر الفادحة في الأرواح بسبب المواجهات بين المتظاهرين الذين يحبون وطنهم ويدافعون عنه وشرطة مكافحة الشغب وكذلك بين مؤيدي التكامل الأوروبي ومعارضيه. ثم بعد فترة وجيزة دست روسيا باسم “بوتين” أنفها في أمور دولتنا وأرسلت جيوشها إلى جنوب أوكرانيا، وضمت إليها شبه جزيرة القرم. وقد تفاقمت التناقضات أكثر وأكثر مع ظهور الانفصاليين والإرهابيين الروس في شرق وجنوب أوكرانيا. وهم الذين يريدون تقسيم أوكرانيا لأن دولتنا كانت دائما لقمة سائغة للدول الأجنبية وخاصة روسيا. وبالتالي اندلعت حرب المعلومات والحرب السياسية والاقتصادية، والتخريبية بين أوكرانيا وروسيا. وفي الوقت الحاضر تقوم السلطات الأوكرانية بعملية مكافحة الإرهاب في شرق أوكرانيا وجنوبها بأيدي القوات المسلحة الأوكرانية وتنظيم المتطوعين الشعبي باسم “دونباس”. من الجدير بالذكر أنه لأول مرة في تاريخ أوكرانيا المستقلة أجريت الانتخابات الرئاسية في حالة الحرب. وفاز فيها “بيترو بوروشينكو”. والآن يأمل الشعب الأوكراني بأن يصلح الرئيس الجديد كل الأمور التي أفسدتها تبعات الثورة ويعيد بناء ما قد تم تدميره ويوقف الحرب التي كانت وما زالت سببا في تدفق دماء الأوكران الذين يدافعون عن دولتنا الغالية من أجل المستقبل السعيد. المجد لأوكرانيا! المجد للأبطال!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *