أخبار عاجلة

خلال الملتقى التشاورى الأول للجان المجلس الأعلى للثقافة ، سعيد توفيق : ما تم إنجازه أقل بكثير من طموحاتنا

 

     عُقد بمسرح الهناجر بدار الأوبرا المصرية يوم الإثنين الماضي الملتقى التشاورى الأول للجان المجلس الأعلى للثقافة.. وبلغ عدد لجان المجلس (28) لجنة، وتضم كل لجنة (22) عضوا من ذوى الخبرات العلمية والفكرية والمهنية الرفيعة، وتعمل اللجان بشعبها الثلاث: (الآداب، والفنون، والعلوم) على الارتقاء بالثقافة بمختلف مكوناتها ومستوياتها، والنهوض بها.

    وقد حرص الدكتور سعيد توفيق الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، على أن يعقد الملتقى التشاورى للجان المجلس من أجل هدف أساسى، هو النقد الذاتى لعمل المجلس. وقد ذكر الدكتور سعيد توفيق أن الملتقى قد يخلق نوعًا من التواصل الحقيقى بين أعضاء اللجان المختلفة، ويتيح الفرصة لعرض المعوقات التى تصادف عمل اللجان، ويساعد على طرح الحلول التى يراها السادة الأعضاء لتذليل العقبات. وكان من بين أهداف الملتقى: إلقاء الضوء على لائحة جوائز الدولة، وعلى مشروع تعديل قانون إنشاء المجلس، واستعراض الخطط المقترحة لعمل بعض اللجان.

     وقد بدأ الدكتور سعيد توفيق كلمته بشكر الحضور على تلبية الدعوة، وأوضح فى كلمته أن الهدف من اللقاء ليس هو التباهى بما تم إنجازه، فقد أُنجز الكثير، ولكنه أقل بكثير من طموحاتنا، على حد تعبيره؛ كما أضاف الأمين العام للمجلس قائلا: “وكما تعلمون جميعًا أننا كنا نعمل ولا نزال فى فترة مرتبكة، مررنا فيها بحكم الإخوان، ومحاولة أخونة الوزارة، وتعطيل عمل المجلس، مما دفعنى إلى الاستقالة المسببة؛ وآثار هذه المرحلة ومخلفاتها لا نزال نعانى منها حتى الآن، وأقلها هو تجفيف المنابع المالية لأنشطة المجلس الأساسية. ولا ندعى أن المجلس الأعلى للثقافة قد قدم خلال العامين الماضيين الشىء الذى كنا نطمح جميعًا إلى تقديمه للحياة الثقافية بمصر، فقد كانت المعوقات أكبر من طاقة أجهزة الدولة وقدراتها على تقديم الخدمة الكاملة للمواطنين، ومن بينها الخدمة الثقافية بكل تجلياتها. كنا نعمل– وما زلنا– فى ظل ظروف مادية ولوجستية وأمنية شديدة الصعوبة، وبالغة القسوة والارتباك؛ وها نحن فى إطار الملتقى التشاورى الأول لمقررى لجان المجلس وأعضائها، لا نريد أن نتباهى أو نلتمس الأعذار، وإنما أريد فحسب أن أقدم لحضراتكم خطة عملنا المشترك معا، وما أنجزناه وما لم ننجزه؛ وأن أتلقى اقتراحاتكم بشأن الحلول التى يمكن أن تعيننا على بلوغ طموحاتنا، باعتباركم أهل العلم والخبرة “.

     ويضيف الدكتور سعيد توفيق قائلا: ” وهذا اللقاء ينعقد من أجل ما أسميه دائما: التقييم الذاتى للأداء، ولهذا الغرض اتخذت آلية استمرار هذا التقييم من خلال الاجتماع الدورى مع الأساتذة مقررى اللجان، وبدأنا أول اجتماع منذ أشهر، واتفقنا على أن يكون الاجتماع دوريًا كل ثلاثة أشهر. وفى هذه المرة رأيت أن يكون الاجتماع مع مقررى وأعضاء اللجان جميعهم.

     ونقدم لكم فى عجالة أهم ما تم إنجازه خلال العامين الماضيين، مؤكدين على حقيقة واحدة، وهى أن تقدم مصر مرهون بفعل أبنائها، وفى المقدمة منهم مثقفوها ومبدعوها وفنانوها؛ مؤمنين بأن القادم أجمل”. ثم تحدث الدكتور سعيد توفيق عن أهم إنجازات المجلس الأعلى للثقافة خلال العامين السابقين؛ فتحدث أولا عن الإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية والأمانة العامة، ودورها من حيث النشاط الثقافى واستراتيجيات العمل الثقافى المقدمة من بعض اللجان، وإصدارات المجلس، والمكتبات العامة والأهلية التى قام المجلس بدعمها؛ كما تحدث عن تعديل اللائحة التنظيمية لجوائز الدولة، وهى أول لائحة لا تتعارض مع القانون، ولكنها تحقق الطموحات والآمال، وهى الآن فى مجلس الدولة لضبط صياغتها؛ ثم تحدث عن الإدارة المركزية للمركز القومى لثقافة الطفل، وما نظمه من معارض ومؤتمرات وندوات ومسابقات وأيام ثقافية وورش فنية ومعسكرات واحتفالات، بالإضافة إلى اهتمام المركز بذوى الاحتياجات الخاصة؛ كما تحدث الدكتور سعيد توفيق عن الإدارة المركزية للشئون الأدبية والمسابقات، ودورها فى رعاية الأدباء والفنانين والمواهب الجديدة؛ والإدارة المركزية للرقابة على المصنفات الفنية، واعتماد خطة لتطويرها.

     كما أشار الدكتور سعيد توفيق إلى “تعديل قرار إنشاء المجلس”، حيث إعادة تنظيم العلاقة بين عمل المجلس واختصاصات الوزارة، ومن ثم فض التداخل بين عمل المجلس وسلطة الوزارة، بحيث يكون دور الوزارة دورا تنفيذيا، وهو متابعة قرارات المجلس وتوصياته، وتنفيذها؛ وبالتالى يرأس الوزير المكتب التنفيذى للمجلس، بحيث تكون قرارات المجلس وتوصياته ملزمة لقطاعات الوزارة كافة، وهى قرارات تتعلق بالسياسات الثقافية فحسب. وهذا المشروع هو إعادة هيكلة للمجلس، وإعادة هيكلة جزئية للوزارة.

    وتحدث الدكتور سعيد توفيق عن البروتوكول الذى عُقد بين مؤسسة الأهرام والمجلس الأعلى للثقافة فى مجال النشر والتوزيع، والشراكة مع المجلس فى الكثير من الفعاليات والأنشطة الثقافية والمؤتمرات.

         كما تحدث الدكتور طارق النعمان رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان بالمجلس، وقال فى كلمته: “أعبر عن سعادتى وسعادة الأمين العام عن اجتماعنا مع حضراتكم فى هذا اليوم المشهود من تاريخ مصر، وهو اليوم الذى نتطلع فيه كمصريين ومثقفين بعد ثورتين غير مسبوقتين إلى آفاق جديدة، آفاق تلبى طموحاتنا وآمالنا فى غدٍ يليق بما بذله المصريون من دماء وتضحيات، ومن هنا لابد من ذكر الدور المتميز الذى لعبه المجلس الأعلى للثقافة ولجانه، فى مواجهة محاولات تجريد مصر من هويتها الثقافية، وذلك فى التصدى لوزير الإخوان من قبل المجلس ولجانه، ولهذا أشعر بالفخر والإعتزاز بانتمائى لهذا الصرح الثقافى المصرى الأصيل الذى يجمع رموز مصر الثقافية، والذى نسعى من خلاله إلى أن نربوا أرقى قمم الأداء الثقافى اللائق بقامة وقيمة مصر ومثقفيها.. ويضيف د. طارق النعمان قائلا: ” الحرب التى نخوضها الآن والتى خضناها على مدار الحقبة الماضية هى فى حقيقة الأمر حرب ثقافية فى جوهرها، حرب بين ثقافة الحياة وثقافة القتل والموت والإرهاب، حرب بين قيم الإبداع والابتكار وبين قيم الاتباع والتقليد، حرب بين قيم الاستنارة والمعرفة وبين قيم الظلام والجهل والتخلف، لذلك فإن الثقافة والتعليم، هما حجرا الزاوية فى إمكانية نهوض مصر وتقدمها وإزدهارها فى هذه اللحظة “.

     وقد وزع على الحضور كتاب بعنوان: “المجلس الأعلى للثقافة : 2012/ 2013: فى إطار الملتقى التشاورى الأول لمقررى وأعضاء لجان المجلس، ويتضمن تفصيلات حول أهم أعمال المجلس وإنجازاته خلال العامين السابقين.

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *