الكاتب الصحفي - عبدالسلام بدر

عبدالسلام بدر يكتب… السودان ٢٠٠ سنة على صفيح ساخن (٢).. !!

أنهينا المقال الأسبق بحصول السودان على حق تقرير المصير باتفاق ” محمد نجيب ” مع السير ” رالف ستيفينسون ” ١٩٥٣ ..
ولكن دعوُنا نُنهى جدلاً على لقب ( ملك مصر والسودان ) وكنا قد ذكرنا كيف احتجَّت بريطانيا على تلقيب ” أحمد فؤاد ” في دستور ١٩٢٣ بملك مصر والسودان .
*.في ١٩٤٦ سافر ” صدقي باشا ” إلى ( لندن ) ومنها اتصل تليفونيا ليُبَشِّر ” فاروق ” بأن أصبح لقبه ملك مصر والسودان فَسُرَّ الملك سروراً عظيماً ولكن عندما عاد ” صدقي ” صرَّح بأنه قال ” جئتُ لكم بالسيادة على السودان ” وعقب هذا التصريح إندلعت مظاهرات عنيفة في السودان مما جعل رئيس وزراء بريطانيا يصرح بأنه لا تغيير بشأن السودان وأن تصريحات ” صدقي ” ( ناقصة ) .
* في ٨ أكتوبر ١٩٥١ أعلن ” النحاس باشا ” من جانبهِ فقط إلغاء معاهدة ١٩٣٦ واتفاقيتي١٨٩٩ وقدم للبرلمان أربعة مراسيم بمشروعات القوانين المتضمنة هذا الإلغاء ومنها ما يتعلق بتعديل الدستور وجعل لقب الملك في المكاتبات الرسمية (ملك مصر والسودان ) .أقر البرلمان هذه المراسيم ونشرت بالجريدة الرسمية في ١٦ و١٧ اكتوبر ١٩٥١ بينما لم تعترف بريطانيا بهذا الإلغاء وحدثت أزمة بين مصر وبريطانيا التى أعلنت بأنها ستواجه القوة بالقوة إذا اقتضى الأمر لبقاء قواتها في منطقة القناة ، وبالفعل حدثت مواجهات في منطقة القناة ووقعت مذبحة الإسماعيلية ( ٢٥ يناير ١٩٥٢ ) أعقبها حريق القاهرة في اليوم التالي وباتت الثورة قاب قوسين . فمما سبق يتضح أن الملك فاروق تمتع بلقب ملك مصر والسودان منذ ٢٧ اكتوبر ١٩٥١ حتى ٢٣ يوليو ١٩٥٢ وهذا أيضا ما ذكره ” حسن باشا يوسف ” وكيل الديوان الملكي في مذكراته .
ونواصل حديثنا عن السودان عقِب حصوله على حق تقرير مصيره في ١٩٥٣ فنجد انه بعد فترة انتقالية امتدت حتى ١٩٥٥ اجتمع البرلمان السوداني ليعلن ” إسماعيل الأزهري ” زعيم الحزب الديمقراطي الاتحادي استقلال السودان و تشكيل اول حكومة وطنية سودانية .
* في اول يناير ١٩٥٦ رفع ” الأزهري ” مع زعيم المعارضه ” محمد أحمد المحجوب ” علم استقلال السودان على سارية البرلمان السوداني .
* في ١٩٥٥ كان طبيعيا أن تتصل حكومة السودان بمصر في شأن السد العالي للاتفاق على تعويضات أراضي ( حلفا ) التي سيغرقها السد ، وكان الاستعمار يُعلِّق تمويله لمشروع السد على الإتفاق بين البلدين وفي نفس الوقت يسعى لإثارة السودان ضد مصر .
* في١٩٥٧ قامت مجموعة من ضباط الإنقلاب على ” الأزهري ” وتم تعيين ” عبد الله خليل ” رئيسا للحكومة .
* في فبراير ١٩٥٨ أثيرت أزمة الحدود في منطقة ” حلايب ” عندما أعلنت السودان تقسيم الدوائر الانتخابية السودانية وأَدخَلت فيها الأراضي المصرية الواقعة شمال خط عرض ٢٢° فأرسلت مصر مذكرتين لإلغاء هذا الإعلان وذلك لإمكان إجراء الاستفتاء على الوحدة مع سوريا ولم يرد السودان حتى ١٦ فبراير فأرسلت مصر مذكرة ثالثة تخبر فيها السودان بأن مصر سترسل إلى هذه المناطق لجان الاستفتاء الذي سيجرى في ٢١ فبراير ومعها نقطة بوليس حدود للحفاظ على النظام أثناء الإستفتاء . هنا تفاقمت الأزمة وادَّعوا أن ” عبد الناصر ” سيغزو السودان بجيشه .
* وفي ١٧ فبراير ١٩٥٨ إتصل رئيس وزراء السودان بوزير الخارجية المصري وطلب تأجيل نظر مشكلة الحدود إلى ما بعد الإنتخابات السودانية وفي نفس الوقت تحركت قوات سودانية الى المنطقة وذلك يُعَدُ اعتداءً على السيادة المصرية وطلب السفير المصري بالخرطوم من حكومة السودان سَحب قواتها إبقاءً على روابط الشعبين ..
( نستكمل حل أزمة الحدود بين مصر والسودان لاحقا ) ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *