جريدة أحوال مصر
أخيرا، كيف يقوم الإعلام المصري بتعزيز الوعي المجتمعي؟. هناك الكثير من المتطلبات التي ينبغي أن يمارسها الإعلام المصري من أجل تعزيز الوعي المجتمعي والتي يمكن رصدها علي النحو التالي : إن المسئولية التاريخية تفرض أن يكون الإعلام هادفا لبناء الأمة، موجها لخياراتها الكبرى، مبنعدا عن إثارة النعرات والحساسيات الشائكة، وأن يتصدي بوعي للإعلام المعادي لفضح سياساته الخبيثة تجاه الوطن والمواطنين. يجب تعزيز رسالة الإعلام الكبرى من أجل الحرية، والعدالة، والتنمية، وبناء الدولة، بعيدا عن التحريض علي العنف والكراهية، وزعزعة ثقة المواطنين في ثوابت الدولة المصرية. تعزيز فكرة الأمن القومي في الرسائل الإعلامية دون التضييق علي حريات الرأي والتعبير. إعادة الاعتبار للإعلام المملوك للدولة لكونه الصوت الحقيقي للشعب، وتخليصه من الديون والأعباء والترهل الذي يعوق مسيرته، وابتكار حلول جذرية لإصلاح الإعلام بدلا من الحلول المؤقتة أو المؤجلة. دعم الإنتاج الإعلامي الوطني وتوفير مقومات تميزه شكلا ومضمونا، وخاصة في ظل المنافسة الإقليمية والدولية، وتشجيع الإبداع بكل أشكاله، ووضع سياسة ثقافية. إعلامية واضحة المعالم. تأكيد حرص الدولة علي احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون وكرامة المواطنين. وضع سياسات لتفعيل ثقافة التسامح واحترام الآخر والحق فيالاختلاف، وترجمة ذلك في برامج حوارية ووثائقية وحملات إعلامية وإعلانية لدحض الأفكار المغلوطة وتصحيح الانحرافات الفكرية، وتجنب نشر أو بث كل ما يثير التمييز والكراهية بين فئات المجتمع، والتركيز علي معاني التكامل والاندماج والوحدة. إبراز الأضرار المباشرة التي تقع علي المواطنين جراء العنف والإرهاب باعتبارها قضية مجتمعية وليست قضية الحكومة أو الدولة. وأخيرا العناية بالتأهيل المستمر للإعلاميين لرفع قدراتهم المهنية واختيار الكفاءات وفق معايير الشفافية والمرضوعية .
د.حسن عماد مكاوي
