أخبار عاجلة
د.حسن عماد مكاوي

د.حسن عماد مكاوى يكتب… نحو تعزيز الوعي المجتمعي (١)

كلمة الوعي في اللغة تدل علي الفهم وسلامة الإدراك في تلقي الرسائل اللفظية وغير اللفظية من المحيط الاجتماعي والاحتفاظ بها وتبادلها مع الغير. وقبل أن نتحدث عن الوعي لابد أن نعود خطوة إلي الوراء لكي نحدد معني الإدراك باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق الوعي. ويمكن تعريف الإدراك بأنه القدرة علي معالجة المعلومات التي يستقبلها الفرد عن طريق الحواس المختلفة، وهناك ثلاث مراحل يمر بها الفرد لتحقيق الإدراك هي الاختيار، والتنظيم، والتفسير للمعلومات. وفيما يتعلق بالاختيار نلاحظ أن الفرد يتلقي كما هائلا من الرسائل والمعلومات من محيطه الاجتماعي، وقد تتجاوز كمية المحفزات اليومية قدرة الفرد علي الاستيعاب، وبالتالي عليه اختيار المعلومات التي يجب أن يدركها، ويتوقف هذا الاختيار علي قوة الانتباه والاحتياجات والتفضيلات والتجارب الذاتية. أما التنظيم فيعني أن الإنسان لا يستقبل الرسائل أو المحفزات ويتأثر بها مباشرة، وإنما يقوم بعمليات تنقيح وتنقية للمعلومات حسب سماته النفسية والاجتماعية ومستوي تعليمه واتجاهاته، وبالتالي يقوم العقل بتنظيم المعلومات المتشابهة أو المترابطة في سياق له مغزي. أما التفسير فيقصد به ربط المعلومات الجديدة التي يتلقاها الفرد بخبراته السابقة وتوقعاته. وفي بعض الظروف قد لا يعكس الإدراك الحقائق أو الوقائع لأسباب فسيولوجية أو معرفية، كما هو الحال في حالات تناول المخدرات أو الهلاوس الصوتية أو البصرية، أو أي تحريف في شكل الرسالة المدركة أو مضمونها، وهو ما يطلق عليه علماء الاتصال عامل " التشويش" الذي يحدث أثناء عملية نقل الأفكار في رموز ذات معني،
وللحديث بقية ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *