أخبار عاجلة
د.حسن عماد مكاوي

د.حسن عماد مكاوي يكتب… الأفلام الإسرائيلية تكشف عورات المجتمع الصهيوني (٢-٣)

تمكنت الدكتورة سارة فوزي في أطروحتها للدكتوراه حول السينما التسجيلية الإسرائيلية ودورها في تشكيل صورة المجتمع الإسرائيلي لدي العرب، استقراء الفكر والخطاب الأيديولوجي الذي تطرحه السينما التسجيلية الإسرائيلية علي مدار الخمس عشرة سنة الماضية من ٢٠٠٥ إلي ٢٠٢٠ من خلال اختيار عشرة أفلام تسجيلية وتحليلها كميا وكيفيا، وتجاوز التحليل صورة إسرائيل لدي العرب وامتد إلي صورة المجتمع الإسرائيلي نحو الذات ونحو الآخر بوجه عام. استخدمت الباحثة أسلوب تحليل “بنية السرد والتحليل المرئي المسموع الشيئي” بمهارة كبيرة، وقدمت دراسة تحليلية كيفية حول الإشكاليات التي تطرحها الأفلام عينة الدراسة، وأبعادها البنائية علي مستوي الصوت والصورة، وخلصت الدراسة إلي مجموعة من النتائج والمؤشرات المهمة المرتبطة بالعلاقات الشائكة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. استخدمت أغلب الأفلام التسجيلية الإسرائيلية “أسلوب السرد والقطع المتوازيين” حيث يتم عرض قصة الفيلم من خلال أسرتين أو صديقين أو صديقتين يرمز أحدهما للجانب الإسرائيلي والآخر للجانب الفلسطيني في محاولة كل طرف للتعايش وتطبيع العلاقات مع الطرف الآخر. تم استخدام أسلوب التصوير بالعتماد علي الزوايا الذاتية ( تحل الكاميرا محل عين الشخصية داخل الفيلم) ووجود اهتزازات مقصودة بحركة الكاميرا للتعبير عن تشتت الفرد داخل مجتمعه وبحثه الدائم عن هوية تجمعه بالآخرين سواء داخل المجتمع الإسرائيلي المتباين بطبيعته، أو بالآخر من السكان الأصليين الفلسطينيين. وعلي مستوي الخطاب الأيديولوجي أظهرت الأفلام انتقادات واضحة لبناء الجدار العازل واعتبرته رمزا لسجن الفلسطينيين وقمعهم ومحاولة من الجانب الصهيوني للتقسيم والتهميش والتمييز العنصري. تأتي هذه الرمزية علي خلاف السرديات السابقة للأفلام الصهيونيةالتي روجت خلالها لفكرة بناء الجدار العازل وأهميته لحماية إسرائيل من الهجمات الفلسطينية. كذلك تم استخدام نقاط التفتيش والمعابر بصورة رمزية في سياقات سردية متعددة، حيث برزت في بعض الأفلام كرمز للقهر والقمع الإسرائيلي بما يحط من الكرامة الإنسانية للمواطن الفلسطيني، واستسلام المواطن الفلسطيني للواقع المفروض عليه من جانب الاحتلال الإسرائيلي.
وللحديث بقية..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *