الكاتب الصحفي - عبدالسلام بدر

عبدالسلام بدر يكتب… ناس . وناس بين التبذير والحرمان ..!!

بينما بعضنا _ من الكُتَّاب _ يؤذن في مالطة . والبعض ينفخ في الرماد . وبعض آخر يبحث في أكوام القمامة عن كسرة خبز تقيم صلبه . هناك في جهة أخرى من يبحث عما تتميَّز به ( فلل المنصورة الجديدة) ذات الاثنين والعشرين ( ٢٢) مليون جنيها عن نظيرتها في الساحل .
أمَّا البعض الرابح في مسألة البحث هو من يصنع تلك الحالات ويقف متفرجاً . متلذذاً.. متشفياً . مستغرباً موقف الآخرين ممن لا يرضون ولا يقنعون بما هم فيه ينعمون .
أليس الأذان في مالطة دعوةً للعبادة ؟
أليس النَّفخُ في الرمادِ يُكسِبُ الصَّبر و يبعث الأمل في اشتعال جُذوةِ من النار ؟ .
وأليس البحثُ عن كِسْرَة خبزٍ يستدعي حَمد الله وشكره علي نعمة الماء والهواء .؟
* وعن بعض ما يمكن اعتباره سَفَهاً . أننا بين الحين والآخر نرى إنفاق ( بعض ) رجال الأعمال _ ولا أُعمِّم _ ما يصل إلى حد السَّفه ، في إقامة مهرجانات للخلاعة تحت غِطاء رعاية الفن وتكريم الفنانين . .
وبين الحين والآخر نقرأ عن زواج أحدهم بفنانة شهيرة ولا يستمر زواجهما طويلا لكونه ( الزواج ) مجرد نزوة متبادلة بين الطرفين محورها مال وشهرة ، وبعض الزيجات تباهياً ليُقال أن رجل الأعمال فلان ( فاز ) بالفنانة فلانة وانفق على عُرسهِ الملايين من قبيل الفشخرة .
وبين الحين والآخر أيضا نقرأ أن أحدهم بنىٰ قصراً منيفاً بإحدى الجُزُر ، أو اشترى سيارة مَطليَّة بالذهب .. الخ.
* قد يعتبر البعض أن هذه الممارسات تدخل في نطاق الحرية الشخصية وليس في القانون ما يمنعها أو يقيدها .
نعم نحن لا نحمِّلُ الدولة
أكثر مما تحتمل ، ولكن نطالبها بإحكام قبضتها على من لا يحسن الإنفاق من ماله الخاص وفرك أذنه وزيادة حصته من الضرائب المُستَحقَّة عليه تصاعدياً . فإنفاق الأثرياء ببذخ وسَفَه في أمورٍ تافهة تزيد من عمق الفجوات بينهم وبين باقي طبقات المجتمع المتوسطة والفقيرة ، وتولِّد حقداً طبقياً يُحدِث خَلَلاً في تركيبة المجتمع و تماسُكهِ ، وانحراف مسار أفراده الفكري . . فقد يَتبَعُ ذلك تحوُّلاً في الأولويات وأهداف الشباب ، وتنقلب موازين الأمور ويصبح اللعِب والغناء والتمثيل مقدمين عنده على تحصيل العلم والابداع . وربما ينحرف البعض نحو ممارسة الجريمة لكسب المال ، أو لاشباع رغباته ،
* ومن ناحية أخري فمثل هذه السلوكيات مِمَّن يملكون المال تُعَدُّ فرصاً ضائعة على الدولة في تحسين وضعها الاقتصادي وهي صاحبة الفضل على الذين كوَّنوا ثَرواتٍ طائلة مِنْ تسهيلات الدولة ونظامها في مجالات الصناعة والتجارة . والاستثمار .
ومما يمكن أيضاً اعتباره سفهاً في دولة فقيرة على _حد قول المسئولين _ أن أنديتها الرياضية تتعاقد مع المدربين الأجانب بملايين الدولارات ، والتي يمكن بها بناء عشرات المدارس في القرى المحرومة تماماً من المدارس ، أو التي تعاني مدارسها من كثافة الفصول الدراسية ، ونقص في المعامل وحجرات الأنشطة الرياضية والفنية والمكتبات .
كما يمكن برواتب المدرِّبين الأجانب استكمال نواقص المستشفيات من مستلزمات طبية وأدوية لآلاف المرضى ، ورعاية آلاف الأسر الفقيرة والمُعدَمة ، وإقامة المصانع من أجل الاكتفاء الذاتي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *