هبه عبد العزيز تكتب… قطر.. وجيتو الإرهاب !!

خطر على بالى مفهوم «الجيتو» وأنا أستمع للرد السلبى القطرى الفارغ المضمون على المطالب الثلاثة عشر التى اقترحتها الدول الأربع لتسوية الأزمة.
(…. ولو كانت هناك لأى من دول مجلس التعاون الخليجى تأكيدات تثبت خرق قطر لأى قضية أمنية أو سياسية لدول الخليج، فإن قطر «يمكن» أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار!).. وتأملوا معى كلمة «ممكن» فى هذا السياق!!!!.
وقد كان هذا القبح فى الرد القطرى بعضاً من قبح أعظم ورد على لسان وزير خارجية قطر محمد عبدالرحمن آل ثان، قبيل انعقاد مؤتمر وزراء الخارجية العرب الأربعاء الماضى، ومن ذلك الرد يتضح لنا أن التخرصات القطرية تعنى بوضوح أن مصر خارج الحسبة تماماً وكذلك سوريا وليبيا وباقى الدول التى تنفذ فيها دورها المشبوه، وبما يعنى أيضاً أن ما تقوم به تلك الدويلة العميلة (من جهود تحريضية وتخريبية فى المنطقة طبقاً للدور المرسوم لها تنفيذاً لمخطط التفتيت الحقير، والواهمة أنها ستحقق من خلاله طموحاتها غير المشروعة فى النفوذ والمكانة)، يدخل فى حيز المسموح الذى لا ينبغى لأى من الدول الخليجية التدخل فيه، وكأنها تقول لهم بأن ذلك يعد تدخلاً فى سياساتها الخارجية!. وكم هو رد فاسد من قزم متآمر!!!. فالمقاطعة من جانب الدول الأربع وشروط التصالح الـ13 الهدف منه هو كف الشر وتصحيح المسار، لا المساس بالسيادة كما تحاول الترويج، وإلا لكان الأمر أكثر سهولة، فبالنسبة لمصر مثلاً فبكامل استطاعتها الوصول إلى أكثر المناطق خصوصية وأمناً فى قطر لكى تلقنها درساً لن تنساه، ولها فى ذلك مبرراتها الموضوعية والقانونية، إلا أنها تأبى أن تفعل لأنه ليس من عقيدة جيشنا الاعتداء والتدخل فى شئون الغير، وأيضاً لحكمة أخرى تعيها بلادى جيداً.
ولأنى كنت وما زلت أؤمن بأن الاعتراف بالخطأ يعد من أكثر القيم جدوى وأخلاقية وإيجابية، فكم وددت أن تتراجع «الدوحة» عما هى ماضية فى تنفيذه من شر وخراب تضر به جيرانها وأشقاءها، إلا أنها ماضية قدماً فى سيناريوهات الضلال، فتارة تسعى لتدويل الأزمة، وتارة أخرى تعمل على تسطيحها، وفى كل الأحيان تقوم بممارسة الكذب وتدليس الحقائق بشأن عدم إيوائها للرموز الإرهابية أو دعمها المادى والإعلامى للمخطط الذى تتبناه دول غربية وإقليمية لحماية مصالح استراتيجية واقتصادية.
ولعلى أتعجب كل العجب أمام هذا القزم الغنى حين إنكاره للحقائق التى لا تخفى على أحد، عندما أسترجع النهج القطرى فى استقطاب قيادات جماعة الإخوان الإرهابية خلال العقود السابقة وخاصة بعد صدامها مع بعض الأنظمة العربية والسعى لتوظيفها لخدمة سياستها الخارجية، فبداية من: محمد قطب وسعيد رمضان وأحمد العسال وعبدالمعز عبدالستار الذى كان مبعوث حسن البنا فى فلسطين 1946م، مروراً بيوسف القرضاوى الذى استقر هناك منذ 1961م، والذى تم توظيفه كواجهة دينية مع إطلاق قناة الجزيرة فى 1996م ليقوم بالتعبئة للمشروع الإخوانى باعتباره مشروعاً للمعارضة الإسلامية المتعددة الجنسيات فى مواجهة الأنظمة العربية تمهيداً للربيع العربى عبر برنامجه «الشريعة والحياة»، كما أسست له أيضاً فى نفس العام «المجلس الأوروبى للبحوث والإفتاء» بأيرلندا، لتأميم فضاء الفتاوى فى أوروبا وتعزيز دور الجماعة فى أوساط المسلمين هناك. ولا يفوتنا أيضاً طارق رمضان الذى تبنى مشروع «الإخوان الجدد» تماشياً مع قيم الديمقراطية والحرية فى أوروبا والذى كان من ضمن أطروحاته: فكرة أولوية الانتماء للأمة الإسلامية على حساب الانتماء للدولة وفكرة المواطنة الإسلامية وإنشاء جيتو إسلامى.
إضافة لاستقطاب رموز أخرى أمثال: على الصلابى زعيم إخوان ليبيا، وعباس مدنى زعيم جبهة الإنقاذ الجزائرية، وراشد الغنوشى زعيم حركة النهضة التونسية و….. وغيرهم الكثير.
وهناك عشرات الأدلة لربما يكون لنا معها حديث فى مقال آخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *