جريدة أحوال مصر
من عايش مجلس الدولة يعلم ان ما تتداوله الاقلام والافواه الاعلامية من الحالات الشاذة والنادرة الحدوث بهذا الصرح القضائى الحصين ، ربما تنبأت بذلك الفساد منذ منتصف التسعينات من القرن الماضى عندما كنت رئيسا للقسم القضائى للاخبار ، وقتها جاء مستشار شهير الى منصب الامين العام بالباراشوت ، وكان فى اعارة استمرت حوالى عشرين سنة باحدى دول الخليج ، وربما يكون تعيين مدير المشتريات المتهم بالرشوة على يديه .. والله اعلم .!
انا اعرف المجلس كما اعرف عائلتى ، كنت مكلفا بتغطية اخباره منذ عام ١٩٧٦ مع بداياتى فى الاخبار عقب تخرجى من كلية الاعلام ، وكان بينى والمستشارين علاقات محترمة ، تملأها الثقة ، واحتضننى قيادات المجلس من بدايات رؤسائه العظام احمد كمال ابوالفضل وطاهر عبد الحميد ويوسف الشناوى ومحمد يسرى وانور محفوظ ومحمد حامد الجمل وعلى الخادم وجودت الملط ، وكانت لى علاقات طيبة ومازالت بالعديد من المستشارين العظام والذين شغلوا منصب الامين العام للمجلس خاصة جلال عبد الحميد واحمد جمال الدين ومحمود السيسى وابوالعلا سعد الدين ومحمد على ابراهيم ويحى دكرورى ومجدى العجاتى وهانى الدرديرى وعبدالله ناصف وحسن يحى وغيرهم ، وكانت بينى والكثير منهم زيارات عائلية ، ومجلس الدولة هو الحصن الذى يلجأ اليه المواطن من تغول السلطة عليه ، كما انه صمام الامان للاستقرار التشريعى والدستورى فى مصر .
واذا كانت اعترافات المتهم بالرشوة نالت نفر من المستشارين فهذه هى النفس البشرية الامارة بالسوء تجدها فى اى موقع ، لكنها لا تلطخه بالدنس ، صحيح انها وصمة عار ، لكن الله سبحانه يقول لا تذر وازرة وزر اخرى ، وعليه ارجو ان نأخذ الفاسد بجريرته ولا نوصم المكان بما ليس فيه .. هل يمكن تفسير هذه الاحداث بان مجلس الدولة مقصود بهجمة شرسة ، للضغط على مستشاريه وقراراته واحكامه ، كما راح الى ذلك احد الزملاء ، انا اشك فى ذلك ، لاننى عاصرت ضغوطات عديدة مورست على المجلس فى حكومات سابقة ، وفشلت جميعها ، هل مقصود الضغط لتمرير قانون تعيين رؤساء الهيئات القضائية من بين ثلاثة مرشحين دون شرط الاقدمية المتعارف عليها فى السلطة القضائية ، خاصة ونحن نعلم ان الرئيس القادم ، بإذن الله للمجلس هو المستشار يحى دكرورى النائب الاول لرئيس المجلس حالياوصاحب حكم مصرية جزيرتى تيران وسنافير ، الله اعلم ، كل هذه التفسيرات واردة ، لكن ذلك لا يمنع محاربة الفساد فى اى موقع .
دعاء : “رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ”
