إبراهيم الصياد يكتب.. “روشتة انقاذ الاعلام !!”

                                 تأملات : 
تحدثنا كثيرا عن مشكلات الاعلام المصري سواء كان عموميا او خاصا وقلما ما وجدنا طرحا متكاملا للحل حتى يمكن الخروج من مستنقع الفوضى والانفلات الذي انزلق اليه الاعلام منذ سنوات عديدة تعود الى ماقبل الخامس والعشرين من يناير 2011 رغم انه كان يوجد نظام اعلامي موجه تحكمه اليات حكومية تصب في مصلحة النظام السياسي والحزب الحاكم في ذلك الوقت . 
حتى ظهرت في مطلع هذا العام وسط خضم الاحداث على الساحة الاعلامية فكرة تحاول انقاذ الاعلام المصري من خلال تجميع لخبرات ورؤى عدد من الاعلاميين من جيلي الرواد والشباب والاكاديميين والمثقفين المصريين المهمومين بقضايا الوطن في شكل ” المنتدى المصري للاعلام  ” وهو كيان غير حكومي يعتمد على العمل التطوعي ويعتبر مركزا فكريا يسعى لتقديم حلول لمشكلات الاعلام عبر تفعيل مجموعة من الاهداف يمكن ان نطلق عليها ” روشتة انقاذ الاعلام ” . 
ومن هذه الاهداف  على سبيل المثال لا الحصر فتح الطريق لإعادة احياء القيم والمعايير المهنية والأخلاقية في الإعلام المصري وذلك لتأكيد الدور الثقافي والتنويري والتنموي والترويحي والخدمي للاعلام في ظل متغيرات العصر والسموات المفتوحة . 
ودعم  إعلام الخدمة العامة المتمثل في اعلام الدولة وتعظيم دوره المجتمعي حيث يمثل ضمير ووجدان الامة ويعتبر السعي لسرعة إصدار التشريعات المنظمة للإعلام من اهم الخطوات الداعمة لوجود اعلام وطني نشط وواعي وفقا لما نص عليه دستور 2014 في مواده 211- 212 – 213   
وفي تصوري ان تعظيم دور دور هذه التشريعات سيؤدي الى العمل على تحقيق التكامل بين منظومة الاعلام الوطني المصري ( عام وخاص ) في اطار المنافسة المشروعة وهذا الامر يحقق صياغة لرؤية مجتمعية داعمة للإعلام الوطني بما يحمي الأمن القومي المصري . 
وقد اثبتت التجارب والدراسات ان هناك علاقة وثيقة بين الامن القومي والتنمية ولذلك يأتي تعزيز  الدور التنموي للإعلام ليصبح داعما رئيسيا في إعادة بناء الدولة المصرية ويضمن  تفعيل الضبط الذاتي داخل المؤسسات الإعلامية ولا يتحقق ذلك إلا بإعادة صياغة العلاقة بين الملكية والإدارة والفصل بين الإعلام والإعلان بما يضمن إستقلالية  المحتوى الإعلامي وتلك واحدة من اهم القضايا التي تقف حائلا دون تطوير الاعلام . 
وعلية يجب ان يحدث نوع من الاتفاق بين المؤسسات الإعلامية عامة وخاصة على ميثاق شرف وترجمته الى  مدونات  سلوك لأخلاقيات وآداب المهنة بكل مؤسسة إعلامية فيما يمكن ان نسمية دليل الععمل التحريري الذي يوضح السياسة التحريرية لكل مؤسسة إعلامية ويعتبر وجود نقابة للاعلاميين تقوم بهذا الدور احد العوامل الضابطة للآداء الاعلامي وفق القيم المهنية التي يجب ان تسود الجماعة الاعلامية .
تبقى كلمة اخيرة متعلقة باهمية دعم الدولة للاعلام الذي يمثلها ويعتبر منفذا طبيعيا لتدفق المعلومات الى المصب الطبيعي لدى جموع المتلقين وكلما تراجع هذا الدعم كلما اهتزت صورة الدولة وكثرت الاخطاء المهنية وتعددت مصادر المعلومات التي يتسرب اليها البعض غير الموثوق فيه او غير المستند لقيم ومعايير مهنية !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *