محمد يوسف العزيزي يكتب… “نواب البرلمان أشكال وألوان !”

عمار يا مصر 
(غاب النائب 9 شهور لم أشعر ولم أهتم .. وغاب عامل النظافة يومين فعلمت من يستحق الاحترام أكثر ) هذه الكلمات قرأتها علي صفحة من صفحات الفيس بوك لأحد الأصدقاء ، والحقيقة أنني قرأتها مرات ومرات ، وفي كل مرة أكتشف فيها معني كبير وقيمة أكبر .. قيمة الإنسان بقدر ما يقدمه وينفع به الغير في العمل والخلق والقدوة .. توقفت كثيرا أمام نماذج من الناس لا يتجاوزون ملابسهم الغالية ( السينييه ) التي يلبسونها ، ونماذج لا يتعدون حدود مكاتبهم التي يجلسون عليها ، ونماذج لا يصل عملهم حدود صدي صوتهم وهم يتحدثون في خيلاء وثقة وقدرة ، وغيرهم من النماذج التي يحتار فيها الفهم ويتجمد معها العقل ، ولله في خلقه شئون ! 
نوابنا علي كل شكل ولون .. توليفه لم تحدث من قبل في مجلسنا الموقر الذي كان يسمي مجلس الشعب فتحول بفعل لجنة الخمسين الموقرة إلي مجلس النواب .. وقتها سألت لماذا تم تغيير الاسم ؟ لم تصلني إجابة مثل أي سؤال ليس له إجابة ، وانتهي الأمر عند هذا الحد وقلت لنفسي .. تفرق إيه اسمه مجلس الأمة أو الشعب أو النواب.. حتى بدأ النواب يمارسون عملهم.. وكان ما كان مما تابعناه وسمعناه وشاهدنا بعضا منه قبل أن يتوقف بث الجلسات علي الهواء .. هنا أدركت المغزى والمعني والسر من تسميته بمجلس النواب فالمجلس ملك نوابه .. يعملوا فيه اللي عاوزينه .. بس من غير ما يقولوا ( سيد قراره ) رغم أن المجلس لم يتنازل عن سيد قراره في أزمة عضوية النائب أحمد مرتضي وعمر الشوبكي رغم صدور حكم نهائي من محكمة النقض المختصة حصريا بصحة العضوية طبقا للدستور ! 
نوابنا زي الصورة فيهم البوزيتيف ، وفيهم النيجاتيف يعني الإيجابي والسلبي .. فيهم من تبرأ من بعض القوانين التي وافق عليها وخرج علي الإعلام يصرح بذلك ويرفضها ويحذر من عواقبها والنتائج التي تترتب عليها ، وفيهم من خرج للرأي العام ليغسل يديه ويعلن أنه رفض قانون ( كذا ) وكان معارضا شرسا له ومع ذلك جاء أسمه مع الذين قالوا نعم بالخطأ ، وأن هناك أسماء صوتت بنعم علي نفس القانون وجاءت أسماءهم ضمن صوتوا ب ( لا ) .. يعني المضبطة مليئة بالأخطاء ، وفيهم نواب وجهوا اتهامات لرؤساء لجان وقالوا ( .. الظاهر كده إن فيه لعب وتلاعب مع الحكومة في هذا القانون ) ! 
وفيهم نواب غاضبون قالوا ( .. مفيش حاجة قلناها أو تحفظنا عليها واتوافق عليها، كل حاجة موافقة موافقة، وإحنا تحفظنا على المادة الثانية اللي اختلفنا عليها مبارح و تمت الموافقة عليها ) .. وفيهم نواب لم نسمع لهم صوتا ، ونواب لم يجلسوا في قاعة المجلس إلا يوم خطاب الرئيس وزيارة بعض الضيوف المهمين للمجلس !
في كل الأحوال المعارضة ضرورية وأساسية وبدونها لا يكتمل النظام الديمقراطي ، وبدونها أيضا لن يكون للمجلس حيوية في النقاش ولا قدرة حقيقية علي إصدار التشريعات المطلوبة بالصورة الصحيحة ولا إرادة حقيقية في الرقابة علي أداء الحكومة .. لكن عن أى معارضة نتحدث ، وعن أي معارضة نتمنى لها أن تكون .. هذا هو السؤال ؟ هل هي معارضة التوك شو والمؤتمرات الصحفية في البهو الفرعوني أو علي الرصيف ؟ هل هي معارضة ( أنا بريء ) من هذا القانون أو ذاك ، وهذا القانون خطر علي البلد وعلي الناس ؟ هل هي معارضة المضبطة فيها أخطاء لسنا مسئولين عنها ؟ 
النائب عن الأمة تحت القبة يقول ويعترض ويناقش حتى تتم الموافقة أو الرفض لأي قانون ، وبعد ذلك المجلس مجتمعا صار مسئولا عن قبول أو رفض أي قانون ويجب علي الجميع الدفاع عن ذلك لأنها تشريعات تخص الأمة والوطن ، ثم يستطيع النائب المعترض داخل البرلمان بعد ذلك طلب أي تعديل طبقا للمصلحة أو الضرورة في إطار مؤسسية عمل المجلس .. نواب البرلمان النيجاتيف يحرقون أنفسهم أمام الرأي العام بسهولة يحسدون عليها وينطبق عليهم القول الذي جاء في صدر المقال ! 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *