عمر انور يكتب… “عندما تبكي..البسمات..!!”

يتسرب الي القلوب دون استئذان يتملكها دون مقاومه لا تملك قلوب البشر كبارا كانوا ام صغارا الا ان تستسلم لقفشاته وضحكاته ونكاته اللطيفه النظيفه الخفيفه .
كان اميرا للقلوب  صانعا للبهجه والحبور في البدايه تبتسم حين تراه تظنه بهلولا او اراجوزا من شكله ومظهره وعندما تتابعه تنجذب اليه لرقته وطيبته وبساطته وعند تنتهي من مشاهدته تكتشف حكمته وتتوق نفسك الي من يملك طيبته وسذاجته.
احببناه صغارا وشبابا وكبارا وشيوخا لا تملك امامه الا الضحك من اعماق اعماق قلبك وتكتشف فجأه كم حرمنا هذه الايام من قلوبنا حين نطلق لها العنان لتضحك بكل شرايينها واوردتها .
ذات مره صحوت من نومي علي عاصفه من الضحك لم اعهد رنينها منذ فتره خاصه من صغاري تصورتها مشاده هزليه طفوليه بينهم ….خرجت سريعا اليهم لاجده بينهم لايستطيعون كبح جماح قهقهاتهم رغم التهديد بمعركه حاميه الوطيس معي ان اقلقني من النوم رنات اصواتهم ولكنهم لم يسمعوا اويأبهوا كانوا في عالم اخر تفاجئوا بي في وسطهم انظر اليهم فانفجروا ضاحكين بلا ضابط واشاروا الي التليفزيون انه فؤاد المهندس ولا حيله لنا فانفجرت معهم ضاحكا فلهم حق بل كل الحق.
هو بحق الفنان والانسان الشامل مسرحي سينيمائي تليفزيوني اذاعي غنائي وعلي كل لون ياباتيستا (نوع من الاقمشه الشعبيه ذائعه الصيت) والده عالم كبير وعظيم باللغه العربيه د.ذكي المهندس اورث ابنه خفه الظل وسرعه البديهه وسرعه الخاطر وكان راعيه الاول فنيا والقاءا ولغويا وانضم الي فرقه الريحاني المسرحيه ولكن كانت بدايته الحقيقيه ببرنامج ساعه لقلبك الفكاهي بالأذاعه المصريه وكان من اشهرها علي الاطلاق حتي انه اعيد انتاجه علي صوره الرسوم المتحركه في الفتره الاخير وبعد  اكثر من خمسون عاما علي بدايه انتاجه اذاعيا احب بطله مسرحيته وتزوجها وكونا سويا واحدا من اشهر الثنائيات في تاريخ المسر والاذاعه والسينيما علي وجه العموم المهندس وشويكار او العكس فكان لا ينطق باسم احدهم دون الاخرمثل المظ وعبده الحامولي وروميو وجوليت….. لمعا سويا بالمسرح اولا وكونا تلاثيا ايضا مع العظيم الراحل ناظر مدرسه المدبوليزم (عبد المنعم مدبولي) كانت الملايين تنتظر مسلسلهما الاذاعي في رمضان بكل ترقب وشوق يفوق الخيال ليصبح موضوع المسلسل هو حديث الناس في البيوت والعمل والمدارس في اليوم التالي مباشره ويدخل فيها الي اللغه احدث التعبيرات والقفشات مثل السنجه في الرنجه والازازه في البزازه ..ياخواتي …يبقي انت اللي قتلت بابايا….وغيرها الكثير مما يصبح في اليوم التالي ماده للضحك والتفكه والتنكيت ويسارع بعدها اعتي المنتجين السينيمائيين للبدء لتحويلها الي فيلم سينيمائي يفتح له ابواب الثروه والجاه قبل ان ينتهي شهر رمضان المبارك وكان ثنائي المهندس شويكار هو الباب الملكي للثروه والشهره.
كان المهندس يشعر بمسئوليه تجاه الاطفال والطلائع والشباب كان يؤمن بأنه بالعلم وبالعلم فقط تبعث الامم وتتقدم وفي اوج شهرته وقمه نضوجه وارتفاع اجره اصر علي تحقيق احلامه للصغار والشباب في توسيع افاق العلم والمعرفه واستقطع من وقته الثمين اساما وشهورا لتقديم واحدا من اجمل برامجه واكثرها شهره وهو برنامج (عمو فؤأد) رايح يصطاد عن الحيوانات والطيور في الغابات المختلفه وعن دول العام المختلفه عمو فؤاد ييلف بلاد وغيرها وغيرها من سلسله فوازير عمو فؤاد والتي استملر في عملها سنوات طويله مع الفنان المبدع والخرج والمذيع استاذنا محمد رجائي متعه الله بالصحه واطال الله في عمره ولم يتخلي قط عن تقديمها حتي وان أقعده المرض فقدمها جالسا وبأقل حركه ممكنه .
 لم ينس المهندس واجبه نحو المجتمع ككل بعيدا عن الاطفال فلمع بشده في واحدا من اشهر البرامج الاذاعيه (كلمتين وبس)فأصبح والكاتب الكبير احمد بهجت رحمهما الله مدرسه في النقد الاجتماعي الساخر علي مدي سنوات طويله في واحد من اكثر البرامج الاجتماعيه الساخره.
من ينسي المهندس وروعه ادائه في ارض النفاق اوطبوذاده اوشنبو  ….زمن ينسي رائعته هاله حبيبتي علي المسرح وياقوت افندي من ينسي المهندس لما المكنه طلعت قماش في عائله زيزي غيرها الكثير والكثير التي امتعتنا وأبآئنا وما تزال تمتع ابنائنا واحفادنا كان رحمه الله مدرسه بل جامعه لم يبخل بعلمها فنونها علي احد من تلاميذه وعلي رأسهم الفنان الزعيم عادل أمام بل هو يعود فيقف خلفه في بعض اعماله كواجب منه نحو تلاميذ وهوفي كل حال الاستاذ.
وحيث ان الارض تدور حول نفسها كما قال المهندس في مسرحيه (السكرتير الفني) فقد جار عليه الزمان كما يقال ولم تتركه الاقدار ليستمتع بشيخوخته كما امتع الملايين فشاء الله له ان ختتم حياته بطريقه تراجيديه لا كوميديه كما كنا نرجو فقد كان لانفصاله عن معشوقته شويكار الاثر البالغ علي شخصيته الطيبه الحساسه فما ان يذكر اسمها امامه في اي لقاء اذاعي او تليفزيوني حتي يبتل وجهه الرقيق من شده البكاء وحنينه لها وكانت الضربه القاضيه الاخري هي تورط ابنه في احد القضايا الماليه والتي ذبت به خلف القضبان لتكتمل دائره الحزن والشيخوخه والمرض حل عنق الاستاذ لتصعد روحه البسيطه الطيبه الي بارئها باكيه حزينه في واحده من اشد التراجيديات يختم بها المهندس الفصل الاخير من كوميديا الحياه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *